يعيش قطاع التربية بولاية سطيف التي تأتي في المرتبة الثانية بعد الجزائر العاصمة من حيث التلاميذ المتمدرسين، وسط جملة من النقائص أثرت سلبا على التحصيل الدراسي للتلاميذ ،و تسببت في ارتفاع نسبة التسرب المدرسي . ومن أبرز النقاط السوداء التي تطبع القطاع على مستوى بلديات الولاية الستين مشكل الاكتظاظ ،حيث أن عدد التلاميذ في بعض الأقسام الدراسية يفوق 50 تلميذا و هو ما يؤثر حتما على التحصيل للتلميذ ، كما تشهد بعض البلديات ارتفاعا مذهلا في التسرب المدرسي وصل إلى إحدى البلديات بجنوب الولاية إلى 800 تلميذ توقفوا عن الدراسة و النسبة الكبيرة منهم إناث ، لأسباب مرتبطة بالدرجة الأولى لبعد المؤسسات التربوية عن التلاميذ بمسافات طويلة ، و الثانية بالتوجيه العشوائي للتلاميذ حيث أن التوجيه لا يخضع لمقاييس علمية و بيداغوجية و لا يتم وفق رغبات التلاميذ، و حسب ما أوضحه بعض المختصين في التربية و التعليم للفجر ، فإن من أهم المصاعب التي يعانيها قطاع التربية بولاية سطيف إلى جانب الاكتظاظ، انعدام المكونين المتخصصين و كذا انعدامالتكوين الأولي للموظفين و ذلك بالاعتماد على التوظيف المباشر ، إلى جانب الإهمال الذي طال بعض المؤسسات من قبل المسؤولين ، كانعدام التدفئة و التذبذب في النقل المدرسي ، فبعض الأقسام تنبعث منها روائح المازوت بسبب قدم المدافئ و هو ما وقفنا عليه ببعض المدارس ، يضاف إلى ذلك بعض النقاط التي تطرق إليها مفتشو التربية في تقاريرهم التي رفعوها للوزارة و التي إطلعنا عليها ، حيث جاء فيها أن من أهم الأسباب التي أدت إلى فشل الإصلاحات التربوية هو عدم إشراك الأساتذة و المعلمين ،وأولياء التلاميذ ،في صياغة ووضع برامج تعليمة فأغلب البرامج التي وضعت تمت بصفة فوقية و لم تنجح بسبب مشكل كثافتها ويفوق معظمها مستوى المتعلمين كما أنه لا يوجد توافق و انسجام في التدرج مع الكتاب المدرسي ،و عدد الكتب المدرسية أرهق كاهل التلاميذ ،حتى أصبح أغلبهم يعاني من آلام الظهر بسبب ثقل المحافظ.من جهة أخرى تقوم مديرية التربية على مستوى ولاية سطيف،خلال هذه الأيام بعقد اجتماعات دورية ،تنظمها لجنة مشكلة من ممثلي عن مديرية التربية ، مفتشين ، معلمين و أستاذة ، و أولياء التلاميذ ، حيث خلصوا خلال مناقشتهم الأخيرة إلى عدة اقتراحات يرجي من خلاها الخروج بإصلاحات ناجحة في جميع الجوانب ،يأتي في مقدمتها وضع تدرج يتماشى وفق الكتاب المدرسي ،و اقتراح تعميم التربية بمبدأ تكافؤ الفرص للجميع ،بعكس ما نعيشه الآن فإن أبناء الطبقة الراقية هم من يستفيد من التعليم التحضيري ، إلغاء الأقسام المركبة ،و إعادة النظر في طبع و حجم الكتاب المدرسي ، إضافة إلى أقسام جديدة للقضاء على الاكتظاظ بشكل نهائي ،كما ركز أعضاء اللجنة المكلفة بإعداد تقرير حول نقائص قطاع التربية بسطيف،على مشكل التكوين الذي أخذ القسط الأكبر من النقاش حيث أكدوا على ضرورة استرجاع المعاهد التكنولوجية و إعادة تفعيلها و إعادة النظر في التوظيف المباشر ، مع تحديد عدد التلاميذ في الأقسام على أن لا يتجاوز عددهم 25 تلميذا ، إلى جانب تعميم نظام الدوام الواحد على جميع الأطوار و المستويات ، و التكفل بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، و توفير النقل بالمناطق البعيدة و المعزولة سواء للتلاميذ أو المؤطرين.