تحولت جريمة القتل بكركرة إلى تعبير مكشوف عن فشل واضح في القبض على المجرمين بعدما أضحى المواطن يقتل في وضح النهار داخل منزله ، دون أن تتمكن التحقيقات القضائية و الأمنية من الكشف على الفاعل و ترسيخ فكرة عدم وجود جريمة “ كاملة". لاتزال فرقة الدرك الوطني لبلدية كركرة تتحفظ على والد و شقيق الضحية “بريزة. ق« التي ذبحت من الوريد إلى الوريد داخل منزلها العائلي في جريمة قتل حرمتها اجتياز عتبة سن 28سنة ، بأمر من وكيل الجمهورية بمحكمة القل ، الذي أمر بإيداعهما الحبس المؤقت للتمكن من الحصول على اعتراف يحدد الجاني وسط غياب كبير للأدلة و عجز واضح من قبل السلطات الأمنية في كشف الفاعل ، الواضح أنه سيفلت من العقاب بعد تمكنه من القيام بجريمة “كاملة”.و قام رجال الدرك بكركرة بالقبض على والد الفتاة و شقيقها بعد دفن الضحية بأيام بطلب من وكيل الجمهورية بعد انسداد جميع الثغرات التي من شأنها الكشف عن المجرم ، فلا الأدلة دلت عليه و لا العائلة صرحت به و لا الفاعل تكلم ليمنح حق العدالة “لبريزة” التي تتجه جميع المؤشرات لذهابها ضحية جريمة لم تكن سببا فيها بعدما أنصفتها التحريات و بينت أنها بعيدة جدا عن الشبهات .و بالرجوع لتفاصيل الجريمة فقد ذهلت كركرة ذات أمسية من أوائل شهر مارس بالعثور على “بريزة” مذبوحة بسكين مطبخ بوسط منزلها ، وعصف تقرير الطبيب الشرعي بفرضية الانتحار التي سعت جهات لترويجها لمساعدة القاتل على الافلات، بتأكيده أنها ذبحت حد قطع قصبتها الهوائية ، و أطلق سراح والدها الذي قبض عليه قبيل الجنازة لوجود شكوك حوله لعدم وجود اثباتات تدينه ، وباستمرار التعتيم على المجرم ، اضطر وكيل الجمهورية بمحكمة القل إلى اصدار أمر بالقبض على الوالد و الشقيق من أجل الضغط عليهما ليعترف الفاعل و يطلق سراح الأخر.و أكدت مختلف التصريحات أن “بريزة” كانت بمفردها بالمنزل يوم مقتلها ، كون والديها كانا بأرض زراعية يملكانها ما يعني أن الوالد لم يكن بمكان الجريمة ساعة وقوعها ، شقيق أخر يعمل بالعاصمة ، الأم لم ترتكبها لوجودها مع زوجها بعيدا عن المنزل ، في حين لم يذكر مكان تواجد شقيقتها الصغرى التي لا يمكنها مهما كانت الظروف قتل شقيقتها بتلك الوحشية ، ما يترك الشكوك تحوم حول الشقيق الذي يرفض الاعتراف و يتمسك بالصمت ، مع رواج معلومات عن امتلاك بعض أفراد عائلة الضحية لمعلومات عن الجاني و تفضيلها الصمت من باب “خسارة فرد بالموت فلما خسارة الثاني بتسليمه للعدالة”.و طرح العجز في الكشف عن مرتكب جريمة القتل ببلدية كركرة تساؤلات عن سبب منح التفوق للمجرم ، في حين يملك جهاز العدالة و الأمن وسائل و أساليب تجعله يتمكن من كشف خيوط أعقد الجرائم و ليس قتل فتاة داخل أربعة جدران كشفت أن الفاعل مئة بالمئة فرد من العائلة ، كما ظهرت تخوفات من تحولها “لموضة” للمجرمين و سبيلا لارتكاب الجريمة مع الإفلات من العقاب ، فمن غير المعقول أن تطمس الحقيقة بكل سهولة و أن يتمتع الفاعل و المتسترين عليه بقدرة التهرب من احدى الجرائم الخطيرة دون أن يتمكن حافظو الأمن و النظام من فرد سيطرتهم ووضع القاتل خلف القضبان مثلما يحدث بجل الجرائم التي تقع بمختلف مناطق الولاية.فالفتاة قتلت وهو واقع لا نقاش فيه ، و قتلها لم تنفذه جماعة ارهابية و لا مجموعة من الأشباح بل فرد قريب منها يهدف سواء لإسكاتها عن موضوع قد يدينه أو يكشف تورطه بشيء خطير ، أو جراء شك اتضح عقب ارتكاب الجريمة أنه واه ، فإلى متى ينتظر الرأي العام بسكيكدة نهاية مأساة أصبحت لغزا ، و هل سيستمر حبس المشكوك فيهما لأجل غير مسمى دون تحركات فعالة تضع نقطة النهاية للقضية؟