وجدت 21 عائلة قاطنة بالمدينة القديمة “ السويقة” ، نفسها بين أحضان الشارع بسبب الانهيار الجزئية لمنازلهم التي خلفتها الأمطار و الرياح العاصفة بشدة ليلة أول أمس و التي جعلت السكان يعيشون حالة رعب خصوصا بعد أن تحولت العديد من المساكن الآيلة للسقوط بالمنطقة إلى قنابل موقوتة تنذر بكارثة إنسانية إذ يمكن أن تنهار فوق رؤوسهم ورؤوس المارة في أية لحظة. وحسب معلومات مستقاة من طرف المنكوبين فإنهم قضوا ليلتهم في العراء في ظل الظروف المناخية السائدة كما افاد لنا رب عائلة أن عائلته قد تشردت بين ليلة وضحاها دون تدخل الجهات المسؤولية لانقاض الموقف مضيفا ان خطر الانهيار ما يزال قائما، كما أكدت ذلك لجنة تقنية بشأن وضعية العديد من المنازل ، إذ شدد قرار اللجنة على منع الإقامة بهذه البنايات، بسبب قدمها والخطر الذي تشكله على السكان والمارة، إذ طالبت الأسر القاطنة فيها بإفراغها في الحال الى حين أن تفي السلطات المحلية بوعودها، وتعجل بإعادة إسكانهم، في إطار ما هو متفق عليه. وقد قال أحد القاطنين إن مسلسل انهيار أجزاء من البناية مستمر، ما يهدد حياة قاطنيها والسكان المجاورين، ، مشيرا إلى أنه كمية الأمطار المرفوقة بالرياح ، خلفت أضرارا والتي تعرضت لها البنايات وعدد من الدور المجاورة. وأوضح المصدر ذاته، في تصريح “آخر ساعة”، أن عددا من الأسر المالكة لهذه البنايات طلبت رخصة لإصلاح البناية، بيدا أن السلطات المختصة رفضت الترخيص بذلك، ، بحيث اقترحت على السكان إعادة إيوائهم، لكن لا شيء تحقق، إذ ما تزال الأسر تنتظر تفعيل هذا القرار منذ سنين ، وهي تعيش رعبا حقيقيا من احتمال انهيار البنايات في أي وقت”. وذكر أن بعض المارة والعاملين نبهوا السكان إلى تساقط أجزاء إسمنتية صغيرة من واجهة البناية، ما ينبئ بأن “الوضع يسير نحو الأسوأ، وأن الخطر يتضاعف، في ظل لامبالاة وصمت السلطات تجاه الوضع”. واعتبر المتحدث أن “السلطات المختصة تتحجج بأذرعة واهية، فمرة تقول إنها لم تتوصل لقرار ، وتارة إن الشقق المخصصة لإعادة الإيواء لم تهيأ بعد، ما يشكل استهتارا بأرواح المواطنين” على حسب قولهم. وقال القاطن بالبناية المذكورة “إذا كانت السلطات تنظر الكارثة لتحصي عدد الضحايا، فنحن من الآن يمكن أن نقول لها إنه سيكون بالعشرات “.من جانبه، قال ، رئيس جمعية في تصريح سابق: “إن الجمعية بدأت تدق ناقوس الخطر، الذي يهدد القاطنين والمارة، منذ حوالي 9 أشهر، وعقدت اجتماعات مع جميع الجهات المسؤولة عن تأمين حياة السكان، كما راسلت كل من والي الجهة، ، ورئيس البلدية ، ورئيس دائرة أنفا، لكن الحال يبقى على ما هو عليه. وحدد رئيس الحي عدد المنازل المهددة بالانهيار ، صدر بشأنها قرار ينص على أنها غير صالحة للسكن. واعتبر المتضررون أن هذا التماطل واللامبالاة تلاعبا بأرواح المواطنين، وانتظار وقوع كارثة إنسانية، دفع للسكان نحو انتحار جماعي، بتركهم داخل تلك الدور. وطالبوا السلطات المحلية بالإسراع في حل هذا الملف، حماية لأرواح المواطنين، والحذر من أخطار انهيار هذه الدور فوق رؤوس العشرات من السكان والمارة. بالمقابل، أفاد مدير مكتب دراسات لاصو “ الباهي” أن ملف السكن المخصص بسكان المدينة القديمة قد فصل فيه مؤكدا في ذات الشأن أن سكناتهم قد شرفت على الانتهاء و ما عليهم إلا الصبر قليلا لأن السلطات المعنية تعمل على قدم و ساق من أجل إسكانهم قبل نهاية السنة الجارية.