كارثة حقيقية حلٌت بولاية قالمة، خلال اليوم الأخير من شهر رمضان المعظٌم، جرٌاء اندلاع سلسلة من الحرئق المهولة في مناطق مختلفة من إقليم الولاية، أهمها الحريق الذي اندلع صبيحة الثلاثاء بجبل هوارة ببلدية بني مزلين وامتد لهيب نيرانه إلى بلديتي قلعة بوصبع والنشماية، مما أجبر السلطات على إعلان حالة الطوارئ القصوى وتجنيد مصالح الحماية المدنية مدعومين بأعوان محافظة الغابات وبعض المواطنين، لكل الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لمحاولة التحكم فيه قبل أن يأتي على أكثر من 500 هكتار كاملة من الأشجار الغابية خاصة منها السرول والكاليتوس والصنوبر الحلبي والفلين والأدغال بحسب بيان الحماية المدنية. الحريق الذي استمر لهيبه على مدار ثلاثة أيام كاملة ظلٌ خلالها أعوان الحماية المدنية مرابطين بالمنطقة الجبلية وعرة التضاريس تم التحكم فيه وإنشاء خلية متابعة لحراسة المنطقة خوفا من عودة اندلاع النيران مرٌة أخرى في ظل موجة الحر الشديدة المصحوبة بالرياح التي ساعدت على انتشار ألسنة النيران وانتقالها بسرعة بين مختلف مناطق الغابة الجبلية. وقد أشرف على العملية مدير الحماية المدنية ومحافظ الغابات فيما نزل والي الولاية ليلا وقضى ساعات طويلة في الغابة للوقوف ميدانيا على عملية الإطفاء، واستمع لسكان المنطقة من مربين وفلاحين والذين اتهموا تجار الفحم والباحثين عن عسل النحل بإضرام النيران ليأمر والي الولاية بفتح تحقيق معمق قصد كشف هوية الفاعلين وطلب من المواطنين ضرورة التعاون مع مصالح الغابات والدرك الوطني لوضع حد لنشاط هذه العصابات التي ألحقت أضرارا جسيمة في الغطاء الغابي والنباتي للولاية التي اهتزت مع نهاية الأسبوع على وقع سلسلة من الحرائق التي حولٌت العديد من المناطق إلى مساحات جرداء قد يطمع البعض في استغلالها تحت غطاء الاستصلاح مستقبلا. وكان أئمة المساجد بقالمة قد نددوا بهذه العصابات ووجهوا نداءا للمواطنين من أجل الوقوف يدا واحدة لحماية الثروة الغابية والدعاء لأعوان الحماية المدنية الذي قضوا أياما من شهر رمضان وسط النيران وفي درجات حرارة لم تقل عن 56 درجة مئوية وكذا قضاء يوم عيد الفطر المبارك بعيدا عن الأهل والعائلة في إخماد النيران وحماية ممتلكات سكان المناطق الجبلية.