ف ح مع اقتراب عيد الاضحى المبارك وإقبال المواطنين على اقتناء أضحية العيد قام بعض اصحاب المحلات التجارية بأهم الشوارع واحياء مدينة عنابة بتغيير نشاطهم التجاري بصفة مؤقتة واستغلال المحلات لبيع الماشية والعلف متجاهلين بذلك التعليمات الصارمة الواردة عن السلطات المحلية متسببين في تلوث المحيط وإزعاج السكان.ولعل ما يدلك على موقع هذه المحلات هي الرائحة المنبعثة منها والتي توحي بوجود ماشية في المكان حتى وإن كان غير مخصص لهذا الغرض وخير دليل على ذلك هو المحل المتواجد بالقرب من مقر الوحدة الصحية الجوارية بحي لالكولون وبالتحديد شارع عميروش على سبيل المثال الذي اختار صاحبه تغيير نشاطه التجاري مع اقتراب عيد الاضحى المبارك وهذا الى جانب انتشار هذه الظاهرة بعدة احياء شعبية وشوارع المدينة ومن اجل اكتشاف تلك المحلات التي تحولت الى اسطبلات والطرق الى اسواق للماشية قامت اخر ساعة بجولة استطلاعية اين رصدنا محلات تتحول الى اسطبل وقد قام صاحب هذا المحل الذي كان في الاصل وكالة عقارية حسب ما تدل عليه البيانات المكتوبة على اللافتة الاشهارية الموضوعة فوق المحل ليغير نشاطه حيث أصبح المحل يضم قطيعا من الخرفان والكباش الأمر الذي يؤدي إلى الدهشة خاصة عندما تلمحها من وراء الواجهة عوض أن تكون في فضاءات مخصصة لها تتوفر بها المساحات الخضراء أو تكون في إسطبل أو زريبة خاصة ببيع أو تربية الحيوانات وقد لقي هذا المحل المتواجد وسط المدينة نافع إقبالا كبيرا من طرف سكان الحي والاحياء المجاورة خاصة وأنه يجنبهم مشقة التوجه الى مناطق اخرى خارج وسط المدينة لاقتناء كبش العيد. وإذا كان ممكنا أن نتفهم صاحب هذا المحل الذي حوله لبيع الماشية متحملا ومتقبلا بذلك الرائحة الكريهة المنبعثة منها، فإن الحالة التي شهدها مراب بإحدى الفيلات وتبين بأن المهم هو الجري وراء الفائدة والربح الذي سينجر عن هذه التجارة كما ان هذه الظاهرة قد تعدت كل الخطوط الحمراء حيث قام احد المواطنين باستغلال شقة متواجدة في الطابق الأرضي متكونة من أربع غرف لتربية المواشي أو بالأحرى كباش العيد وأصبحت الشقة تضم أكثر من 40 رأسا للماشية الأمر الذي أدى إلى استياء سكان العمارة بسبب انبعاث الرائحة الكريهة من الشقة وهو ما أدى الى غضبهم مناشدين بضرورة تدخل الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة الغريبة التي يعمد من خلالها بعض السكان إلى تحويل شققهم الى زريبة ليست جديدة، حيث أكدت لنا مصادر مطلعة ببلدية الجزائر الوسطى أن مصالحها اكتشفت سنة 2003 عملية تربية الماشية في الطابق الثالث لبناية كانت في الأصل مهددة بالانهيار بشارع احمد شايب، حيث قام صاحب الشقة بتحويل احدى الغرف، إلى زريبة تضم أكثر من 10 كباش، في حين بقي هو رفقة عائلته في الغرف الاخرى يعيشون في جو طبيعي دون الاكتراث بالروائح الكريهة أو تدهور حالتهم الصحية. هذه الظاهرة لا تقتصر على بلدية معينة وما الحالات المكتشفة ببلدية عنابة إلا عينة صغيرة تميّز أغلبية البلديات الأخرى حيث اختار اصحاب بعض المحلات تغيير نشاطهم أيضا فنجد محلا لبيع التبغ يعرض العلف وحتى محلات كانت تختص في بيع المواد الغذائية أصبحت مختصة في بيع الماشية و بالقرب من محطة الحافلات كان في الاصل خاصا بالسباكة والترصيص والذي غير نشاطه وأصبح يبيع الكباش مع اقتراب عيد الاضحى حتى وإن كانت هذه الظاهرة مؤقتة ومقتصرة على موعد اقتراب عيد الاضحى الذي تفصلنا عنه ايام معدودة فقط إلا أنها تبقى مخالفة للقانون خاصة إذا كانت في بلديات الكبرى ومن جهتنا اتصلنا ببعض البلديات التي اكدت بأنها قد شرعت في محاربة هذه الظاهرة غير ان هناك من يعتمد بدا نشاطه في المساء وبعد انتهاء الدوام بغرض جلب الزبائن