ورغم التحضيرات المكثفة التي قامت بها مختلف المصالح الإدارية من أجل انجاح هذه المناسبة الدينية العظيمة وتلافي أخطاء الأعياد الماضية التي تحولت الى صراط حقيقي بالنسبة لسكان عاصمة الكورنيش الا أن عيد هذا العام لم يختلف عن سابقيه على الأقل بالمسلخ البلدي الذي عاش أجواء كبيرة من الفوضى والتوتر وهي الأجواء التي نجمت عن سوء التنظيم وكذا غياب الإستعداد الكافي للتعامل مع مناسبة دينية بهذا الحجم مايفسر الصوّر القاتمة التي ارتسمت داخل هذا الأخير صبيحة أول أمس أو بالأحرى بعد صلاة العيد حيث تدافع المئات من المواطنين أمام المسلخ المذكور من أجل نحر أضاحيهم واخضاعها للكشف المطلوب من البياطرة الذين كان حضورهم ضعيفا في هذا الموعد الهام ما ساهم في ازدياد الطوابير التي لم يشهد لها هذا الفضاء الشعبي مثيلا من قبل . ولم تقتصر الصور القاتمة التي ارتسمت بأكبر فضاء للذبح بعاصمة الكورنيش على الطوابير وكذا غليان الأعصاب بين الوافدين على المذبح البلدي لجيجل بل تم تسجيل تجاوزات أخرى أكثر خطورة من قبيل الذبح العشوائي للمواشي وبالأخص الخرفان والأبقار وذلك دون مراعاة أحكام الشريعة وحتى الأعراف الإنسانية التي تقضي باجراء عمليات الذبح في مكان معزول قصد عدم تهييج مشاعر المواشي الحية ناهيك عن جر أحشاء الأضاحي على الأرض ودوسها بالأقدام وسط أكوام الرفث والدماء المتناثرة هنا وهناك اضافة الى غسل هذه الأحشاء وغمرها في مياه ملوثة وهو الأمر الذي لم يتقبله العشرات من أصحاب الأضاحي الذين عبروا عن تذمرهم الكبير من هذه الوضعية الكارثية معبرين عن تخوفهم الكبير من عواقب مثل هذه التصرفات التي من شأنها أن تتسبب في أمراض خطيرة وأوبئة خطيرة وسط أصحاب الأضاحي التي تعرضت لهذا المصير ومن ثم تحويل هذه المناسبة الدينية من فرصة للفرح والتفريج عن الكربات الى مناسبة لإحصاء المرضى والموبوئين وذلك في غياب أدنى شعور بالمسؤولية لدى القائمين على فضاءات الذبح التي حولوها الى مورد للإسترزاق وجمع المال وفقط حتى وان كان ذلك على حساب صحة الأبرياء .