وليد هري وجه رئيس حزب «جيل جديد« سفيان جيلالي انتقادات لاذعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكد من خلالها أن هذا الأخيرة ما يزال متعطشا للسلطة وهو ما دفعه للقيام بتغييرات كبيرة بالخصوص فيما يتعلق بالأشخاص الذين كانوا مقربين منه. أجرت صحيفة «لو سوار دالجيري« الناطقة بالفرنسية، أمس، حوارا مطولا مع سفيان جيلالي، الذي كشف من خلاله عن رؤيته للعديد من القضايا الشائكة التي تشهدها الساحة الوطنية، حيث أكد بأن البلاد تعيش الان في حالة من عدم اليقين بسبب عدم كشف الرئيس بوتفليقة عن موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأضاف المتحدث أنه لتحليل الوضع الحالي للبلاد يتوجب الرجوع إلى الأحداث التي شهدتها خلال الأشهر الأخيرة التي قسمها إلى ثلاث مراحل رئيسية قبل، أثناء وبعد مرض الرئيس، فخلال المرحلة الأولى كان الرئيس، حسب المتحدث، يملك كل شيء في يده وكانت شهيته مفتوحة للسلطة على رغم من مرضه في عام 2005، لافتا إلى أن بوتفليقة كان يدير به مجموعة من الأشخاص قبل أن يضع برنامجا أبعد بموجبه جميع من كانوا يوصفون بالمقربين منه، على غرار أحمد أويحي وعبد العزيز بلخادم وقضى بذلك على التحالف الرئاسي بعد أن رأى بأنه مهمته انتهت، يضيف جيلالي، الذي قال أيضا بأن بوتفليقة أعاد إحكام نفوذه على الحكم من خلال اعتماده على أشخاص لديهم طموحات لكن يمكن السيطرة عليهم، وعن هوية هؤلاء الأشخاص أشار جيلالي إلى كل من عمار غول وعمارة بن يونس، في حين اعتبر أن لويزة حنون تلعب دور القناص الذي يقضي على كل من يشكك في «قدسية رئيس القبيلة«. أكد الرجل الأول في حزب «جيل جديد« أن دعوة بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة من قبل بعض الأحزاب والشخصيات كان مقررا له، وذكّر بهذا الخصوص باللافتة التي رفعها نادي مولودية الجزائر في نصف نهائي كأس الجمهورية أمام وفاق سطيف، والتي دعى فيها النادي بوتفليقة للترشح لعهدة رابعة، ونقل جيلالي عن مصدر من الرئاسة أن بوتفليقة قال بأنه يرفض الترشح لعهدة رابعة لكن إذا الشعب أراد ذلك فسيفكر في الأمر. اعتبر رئيس حزب «جيل جديد« أن الرئيس بوتفليقة يريد مراوغة الجميع، من خلال قوله بأنه تعب وبأن جيله «طاب جنانو« حيث ذلك مجرد كوميديا لكسب تعاطف الجزائريين وتخذير معارضيه «ولكنه في الواقع يريد إدامة حكمه«، على الرغم أن حصيلته السياسية والاقتصادية كانت كارثية ورغم لم يجرؤ أي شخص على انتقاده، إلا الجميع يعلم منذ عهدته الثانية التي بدأت عام 2004 أن جميع من يعارضونه يتم الانتقام منهم بطريقة خطيرة. في سؤال للجريدة عن ما إذا كانت الأمور ستبقى على حالها، أوضح جيلالي أن الأمور ستتغير في القريب العاجل كما أن مشروع تمديد من الصعب أن يتم تمريره «وإن حدث ذلك فسيكون انقلاب بأتم ما للكلمة من معنى«.