شهدت سكيكدة أغرب قضية على الاطلاق ، بالعثور على فتاة مذبوحة من الوريد إلى الوريد بمسكنها بقرية «لغديورة» ببلدية كركرة ، فيما غابت أي مؤشرات أو دلائل توجه المحققين نحو قاتلها و الدافع لمقتلها بطريقة وحشية و عنيفة تسببت في قطع قصبتها الهوائية، بعدما أنصفها الطب الشرعي بتأكيده حرفيا أنها «شريفة و عفيفة» ، لتتحول «بريزة» لضحية في جريمة غامضة جدا افتتحت محكمة الجنايات بسكيكدة يوم الأحد دورتها الجنائية التي امتدت أولى جلساتها للتاسعة ليلا ، حيث توبع فيها أب في العقد السادس من العمر و ابنه «ب .ق» البالغ من العمر 21سنة بجناية القتل العمد مع سبق الاصرار ، كما توبعت شقيقة الضحية في العشرين من العمر بجناية عدم التبليغ عن الجناية و التستر. تفاصيل الجريمة أسالت الكثير من الحبر و تحولت لحكاية تروى بالمقاهي و الأعراس و المآتم و مختلف التجمعات، حيث سكنها الغموض بترك أفراد العائلة للضحية لوحدها بالشقة و اتجه الأب و الزوجة و الشقيقة للحقل البعيد فيما خرج الشباب للمقهى ، و عند عودتهم وجدوا «بريزة» ملقاة بالصالون و مذبوحة من الوريد إلى الوريد ، ليبلغ الأب الدرك فيما قامت الشقيقة بغسل السكين و خبأته بالمطبخ ،تقرير الطبيب الشرعي نفى فرضية الانتحار لأنه لا يمكنها تمرير السكين على رقبتها من الجهة اليمنى لليسرى وأيضا لن تفعلها بتلك القوة التي جعلت السلاح ينغرس عميقا ، لتبقى امكانية القتل هي القائمة وسط التزام عائلتها الصمت و الادعاء أنها انتحرت لمعاناتها من ظروف نفسية جراء اصابتها بصدمة خلال وقوفها على عملية تبادل لإطلاق النار بين أفراد الجيش و مجموعة ارهابية. و استمر لغز مقتل «بريزة» من شهر مارس و ظهور اشاعات و اتهامات طعنت بشرفها لغاية جوان حيث أمر وكيل الجمهورية بمحكمة القل القبض على والدها و شقيقها و اخضاعهما للتحقيق قبل أن يوجه لهما الاتهام بشكل رسمي و يودعهما الحبس المؤقت ، وظل المتهمان يؤكدان أنهما بريئان من التهمة و أن طرفا آخر مسؤول عن الجريمة التي لم يسبق و أن شهدت سكيكدة مثيلا لها خاصة في غياب الأدلة ووجود متهم واضح. خلال جلسة المحاكمة روى الأب و الأخ نفس التفاصيل التي جعلتهما بعيدين عن مسرح الجريمة لغاية نهاية اليوم و عودتهما للمنزل و العثور عليها مقتولة ، تصريحات الشهود 18لم تتمكن أيضا من وضع متهم محدد بمكان الجريمة باستثناء شاهدة لمحت من الشرفة المتهم الشقيق دخل مسكنه وخرج مسرعا لحقته الضحية التي نظرت يمينا و يسارا ثم عادت للشقة قبل أن تسمع الشاهدة وقع خطوات اتجهت نحو المنزل لكنها لم تر ملامحه و لم تتعرف عليه. ممثل النيابة اعتبر أن التهمة ثابتة على المتهمين و صمتهما و تنصلهما ليس دليلا على براءتهما ، مؤكدا على عدم وجود دليل واحد يضع متهما آخر بالقضية لا داخل المسكن و لا خارجه سيما أن التحقيقات بينت أن الضحية لا تربطها علاقة بأي شخص وهي ذات أخلاق و مواظبة على الصلاة و قليلة الخروج من المنزل ، وتقرير الطب الشرعي أكد سلامة شرفها ما يعني أن القاتل من العائلة التي اتفقت على عدم البوح بالدافع لقتل الفتاة و تحمل مسؤوليتها بالتعامل بوحشية معها بقطع قصبتها الهوائية ما يدل على حقد و غل ، ليلتمس حكم الاعدام بحقهما. محامي المتهمين اعتبر أن غياب دليل يصب في صالح موكليه ، كما ان الضحية لم ترتكب ما يجعل العائلة تقرر قتلها ، طالبا البراءة و مواصلة التحقيق و توسيعه للبحث عن الفاعل الرئيسي الذي لن يكون من أفراد العائلة، أما البنت المتهمة بالتستر فأرجع الدفاع الأمر للصدمة التي دفعتها لغسل السكين دون وعي.هيئة المحكمة اقتنعت بعد جلسة محاكمة امتدت لحوالي 13ساعة بتورط المتهمين الثلاثة بالجريمة لتحكم على الأب و ابنه بالمؤبد و الفتاة ثلاث سنوات حبسا نافذا.