شهد برنامج تزويد ولاية الطارف بالغاز الطبيعي تحريفا عن مساره المسطر من قبل منذ بداية تجسيد هذا البرنامج الوطني سنة 2004 ليصل هذا البرنامج الطموح بعد اكثر من عقد من الزمن إلى تلبية احتياجات المداشر على عاتق مدن حضرية كان مبرمج لها ان تستفيد من هذه الطاقة الحرارية منذ سنوات. لازال سكان عدة تجمعات سكنية كبرى على غرار قرية سيدي قاسي مرورا ببلدية بحيرة الطيور وصولا إلى بلدية بوثلجة، هذه التجمعات السكنية الواقعة على راق الطريق الوطني رقم 44 والتي كان مسطرا لها أن تستفيد من الغاز الطبيعي بعد إنهاء هذا المشروع ببلدية الطارف عاصمة الولاية أي بعد سنة 2008 ، ونظرا للتأخر في عملية الإنجاز لبرنامج تزويد مناطق الجهة الغربية وما تحويه من بلديات مدن ومداشر وصولا إلى قلب عاصمة الولاية إلا أن هذا البرنامج يكون قد انحرف على مساره بإيعاز وقفز إلى مناطق أخرى بجنوب الولاية التي من المنتظر ان تستفيد من الغاز الطبيعي في أخر البرنامج وهو الأمر الذي دفع بالمناطق المهمشة على غرار بوثلجة بحيرة الطيور وسيدي قاسي إلى الاحتجاج في وقت سابق ومراسلة جميع الهيئات المعنية إلا أن كل هذه المساعي باءت بالفشل ولم تبق إلا الوعود التي يرى فيها سكان هذه المناطق بالجوفاء واعتبرها هؤلاء «بالحقرة والتهميش» لفائدة مناطق اخرى يكون مواطنيها يتمتعون بنفوذ دفعت الى تغيير مسار هذا البرنامج في الأمتار الأخيرة حيث تم تقسيم برنامج التزود بالغاز الطبيعي إلى ثلاث مراحل الشطر الأول من الاشغال انطلق ليشمل عدة بلديات لكل من عين العسل، الزيتونة، عين الكرمة وبوحجار على ان تستفيد هذه المناطق من الغاز بعد نهاية الاشغال والربط بداية من شهر جوان المقبل، فيما خصص الشطر الثاني من البرنامج لتغطية عواصم 13 بلدية متبقية منها 28 تحصيصا و 15 تجمعا سكنيا بعد نهاية الصفقة وتعيين شركة الانجاز مع نهاية الشهر الجاري هذا في انتظار انطلاقة الشطر الثالث من البرنامج للدراسة الذي يدخل ضمن برنامج المخطط الخماسي الحالي الذي رصد له مبلغ وقدره 864 مليار سنتيم لتزود عدة مناطق بولاية الطارف بالغاز الطبيعي، هذا في انتظار الغلاف المالي الخاص البرنامج التكميلي الذي رصد له 20 مليار سنتيم خصصه الوزير الأول خلال زيارته الأخيرة لولاية الطارف للتكفل بإتمام برنامج الغاز الطبيعي بالمنطقة.