تفتتح اليوم بفندق الأوراسي بالجزائر العاصمة، ندوة دولية لبحث مسألة التعاون المغاربي في مجال الإحصائيات تحت إشراف وزارة المالية والديوان الوطني للإحصائيات، بمشاركة ممثلي المنظومات الإحصائية بكل من (الجزائر، المغرب، تونس، موريتانيا، وليبيا)، وخبراء دوليين يمثلون مختلف الهيئات الدولية التي تتعامل مع الجزائر في مجال الإحصاء. ويكتسي اللقاء أهمية خاصة لبلدان المنطقة من أجل إعطاء دفع للتعاون المغاربي في مجال الإحصائيات، خاصة وأن التعاون في هذا المجال يكاد يكون متوقفا بين البلدان المغاربية، فضلا عن غياب هيكل جهوي يتولى معالجة المعلومة الإحصائية ونشرها لفائدة المتعاملين الاقتصاديين والاجتماعيين وغيرهم من المهتمين بالمعلومة الإحصائية على المستوى المغاربي، وهذا لتمكين المنطقة من توحيد مناهجها والمساهمة بفعالية في تطوير المعلومة الإحصائية على المستوى الجهوي والدولي. وفي الوقت الذي قطع فيه العالم خطوات كبيرة على طريق بناء مجتمع المعرفة والثورة الرقمية التي يعتبرها رموز الفكر العالمي "أكبر وأعظم ثورة تعرفها الإنسانية بعد ثورة اكتشاف الكتابة والورق"، فمن غير المقبول أن تبقى المنطقة المغاربية والعربية دون هيكل جهوي يتولى تنسيق السياسات والمناهج الإحصائية والعمل على نشرها لفائدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، إذ كثيرا ما يلجأ المتعاملون المحليون في المنطقة إلى المعطيات الأجنبية من أجل الاستثمار أو التفكير في إطلاق مشاريعهم الاقتصادية، لسبب بسيط أن البيانات التي تعدها المؤسسات والهيئات الدولية تهم بالدرجة الأولى المؤسسة الأوربية والأمريكية. وسيحضر هذه الندوة ما لا يقل عن 200 خبير، سيتناوبون خلال ثلاثة أيام كاملة على إبراز أهمية المعلومة الإحصائية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية، من حيث الإعداد والتطبيق والمتابعة والتقييم وتحليل مختلف السياسات التي تنتهجها أية أمة. ومن المنتظر أن يخرج اللقاء باقتراحات عملية تستهدف كلها تعزيز وتوطيد التعاون المغاربي في مجال المعلومة الإحصائية وإنتاجها وتحليلها حسب المعايير الدولية المعمول بها، خاصة وأن اللقاء يحضره خبراء دوليون يمثلون المؤسسات الجهوية والدولية مثل (الجامعة العربية والبنك العالمي وصندوق النقد الدولي) وغيرها من المؤسسات التي تعمل في مجال المعلومة الإحصائية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ونشير في هذا الإطار إلى أن الجزائر انخرطت خلال شهر أفريل المنصرم في المنظومة العامة لنشر المعطيات التابعة لصندوق النقد الدولي، حيث ستمكن عملية الانخراط من نشر المعلومات الوافية عن الجزائر في نشرية الإحصائيات التي يصدرها صندوق النقد الدولي، كما تمكن البلاد من تطوير منظومة إحصائية وطنية تتطابق مع أفضل الممارسات الدولية المعمول بها في مجال المعلومة الإحصائية، مما يعني كذلك أن عملية الانخراط، ستمكن الجزائر من إنتاج ونشر معلومة إحصائية ذات جدوى وفي الوقت المناسب. وتهتم المنظومة التي أنشأها صندوق النقد الدولي سنة 1997، بنشر بيانات البلدان المنخرطة في مجال المحاسبة الوطنية، الإنتاج الصناعي، مؤشرات الأسعار، البطالة، القطاع المالي، المديونية، معدلات الفائدة، ميزانية المدفوعات والمعطيات الاجتماعية الديمغرافية مثل الصحة والتربية والفقر..