اختتمت أمس بالمكتبة الوطنية فعاليات الملتقى الدولي "فرانس فانون " والمندرج في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي ، وقد تميزت أشغال الملتقى بتقديم عدة مداخلات تناولت سيرة وأعمال فانون والتأثير المتعدد الأشكال لفكره على حركات التحرر الإفريقية. تناول الباحث محمد حافظ دياب في مداخلته " إشكالية التلقي عند فانون " حيث نوه بتعدد القراءات المقدمة حول ما أنجزه فانون مشيرا إلى تراوح توجهاتها بما يدعو على الحد من دلالة تعبيرها ، وهو ما يتضح حسب المتدخل في الفصل القسري بين متن هذا الإنجاز ومسيرة صاحبه النضالية . وأكد المتحدث أن مجمل القراءات التي قدمت في نصوص فانون ظلت أسيرة تصورات جزئية قللت من نجاعتها في الإمساك بغنى الإنجاز الذي قدمه فانون حين قصرت الإهتمام على مجرد مقاربة هذا الجانب أوذاك فضلا عن الفجوات الفاصلة بين طروحات جادة وملاحظات انطباعية ووأكدت الباحثة والمحللة النفسية أليس شرقي أن الأشكال الجديدة للهيمنة ما فتئت تؤدي إلى الوقوع في النزاعات والتراجع الثقافي و رضوخ الأفراد مما يستوجب حسبها إعادة بعث هذه المقاومة على ضوء نظرة فانون التي عادة ما يتم تناسيها معتبرة الثقافة تحولا اجتماعيا نحو عولمة جديدة". واعتبر هانري باح أستاذ و باحث من كوت ديفوار فرانس فانون "الذي عادة ما ينظر إليه كمناضل من أجل استقلال الجزائر بمثابة محرك لحركة العالم الثالث و مناضل من أجل حقوق الإنسان العالمية"، وأوضح المتحدث قائلا: "إذا كشفت قراءة أفقية لأعماله انتقادا للقيم و المناورات الاستعمارية وعلى رأسها إيديولوجية حقوق الإنسان فإن تصورا عموديا لفكره يبين انضماما فكريا و روحيا لفرانس فانون إلى حقوق الإنسان العالمية". أما الأستاذة زينب بن علي فاعتبرت فانون الذي وجه نداء في الأسطر الأخيرة من تابه"المعذبون في الأرض" معلنا نهاية الاستعمار من أهم المفكرين الذين أبرزوا كيف حول الكفاح التحرري العلاقات بين الرجال و النساء و كيف كانت هذه الأخيرة تبدع بالمناسبة طريقة جديدة للعيش و عالما جديدا قبل الحقبة ما بعد الاستعمار. وقدمت ميراي فانون مانديس فرانس ابنة فرانس فانون شهادة في حق والدها وقالت إنه "أمام استعمار جديد للعالم تزايد رد فعل المضطهدين الذين تصدوا ونظموا انفسهم لاسترجاع حقوقهم و إعلاء قيم أخرى مثل التضامن بين الشعوب و التعاون و الحق في التنمية"، وهي الكلمات التي جعلت الجمهور الحاضر بالقاعة يصفق طويلا كتعبير عن إعجابه بحماس وثورة هذه الشابة .