حذرت الصين رعاياها في الجزائر من هجمات محتملة للجماعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت تسمي نفسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، ودعت السفارة الصينية العمال والشركات الصينية إلى توخي الحذر واتخاذ كافة الاحتياطات الأمنية تحسبا لتنفيذ تهديدات القاعدة الانتقامية لضحايا أحداث العنف التي شهدها إقليم شينجيانغ ذي الأغلبية المسلمة. أصدرت السفارة الصينية بالجزائر بيانا نشرته في موقعها على الانترنت دعت فيه المؤسسات الصينية وكافة رعاياها العاملين في الجزائر إلى رفع درجة اليقظة وتعزيز إجراءاتهم الأمنية بعد التهديدات التي وجهها تنظيم عبد المالك درودكال باستهداف المصالح الصينية في شمال إفريقيا انتقاما لمئات المسلمين الإيغور ضحايا العنف والشغب اندلعت منذ الخامس من الشهر الجاري في إقليم شينجيانغ بين قبائل الإيغور المسلمة والناطقة بالتركية وقبائل الهان التي تشكل الغالبية في الصين، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 184 شخص وإصابة أكثر من 1600 آخرين بحسب حصيلة رسمية فندها الإيغور. وطلبت الصين من رعاياها الإبلاغ فورا عن أي حدث طارئ يقع في الجزائر، كما طلبت من الشركات الصينية التي تملك استثمارات ومشاريع هامة في الجزائر تشديد الإجراءات الأمنية حول المباني وتجنب التنقلات الكثيرة وغير الضرورية. وجاء تحذير الصين لرعاياها بالجزائر من خطر القاعدة ساعات فقط بعد الكشف عن تهديدات وجهها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي باستهداف عمال صينيين بالجزائر والدول المغاربية عموما انتقاما لمقتتل الإيغور المسلمين في مقاطعة شنغيانغ بالصين. ويعكس إسراع الحكومة الصينية للتعاطي مع هذا التهديد غير المسبوق للقاعدة سواء من خلال الرد عليه رسميا على لسان باسم وزارة الخارجية الصينية والالتزام بحماية مصالحها، أو توجيه تحذيرات رسمية لرعاياها بالجزائر عبر موقع سفارتها، مدى الجدية التي توليها الحكومة الصينية لتهديدات القاعدة، خاصة وأن التقرير صادر عن مؤسسة سترلنغ أسينت البريطانية، المتخصصة في الشؤون الإستخباراتية، وصف التهديدات بالخطيرة وكشف عن حوارات رصدت على الإنترنت بين من وصفهم بالجهاديين، يتحدثون فيها عن الحاجة للانتقام مما حدث في مقاطعة شنغيانغ. ولم يسبق أن هدد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الصين أو مصالحها في العالم وفي دول شمال إفريقيا من ضمنها الجزائر التي اتجهت في السنوات الأخيرة إلى الاستعانة بعدد من الشركات الصينية وجلب العمال الصينية لتنفيذ مشاريع البناء، وفي قطاع السكن والأشغال العمومية بشكل خاص حيث تشير الأرقام الرسمية إلى تواجد أزيد من 50 ألف عامل صيني في الجزائر.