كشفت مصادر موثوقة من داخل قطاع مؤسسة بريد الجزائر أن الوزير الأول أحمد أويحيى استدعى أمس الأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد لمناقشة الوضع الداخلي للقطاع وحالة الانسداد بهذه المؤسسة، بسبب النزاعات القائمة بين العمال ونقابة المؤسسة، والتي أجبرت الآلاف من عمال البريد إلى تقديم استقالات جماعية من المركزية النقابية والانضمام إلى النقابة المستقلة »السناباب« ويأتي قرار الانسحاب الجماعي من الاتحاد العام للعمال الجزائريين حسب ذات المصادر بعد المهلة التي قدمها عمال البريد على المستوى الوطني للأمين العام للإتحاد العام للعمال الجزائريين سيدي السعيد من أجل تدارك الوضع، والنظر في وضعيتهم وحل مشاكلهم الاجتماعية، ولكن على حد قولهم مرت مدة 6 أشهر، دون أن تحرك قيادة المركزية النقابية ساكنا، خاصة بعد اللقاء الأخير الذي انعقد في وهران، والذي كان دون المستوى ولا يحمل صفة اللقاء النقابي، كون الأمانة الوطنية للمركزية النقابية لم تضع جدول أعمال خاص بهذا اللقاء الذي حضره أزيد من 400 عامل لمدة ثلاثة أيام. وكشف عمال مؤسسة بريد الجزائر عن وجود محاولات لتكسير هذا القطاع الحساس، الذي يؤطره حوالي 50 ألف عامل، وهو كما قالوا القطاع العمومي الوحيد الذي بقي واقفا على رجليه - كما يقال- ولم يخضع للتصفية أو الخوصصة، وهذا لحرصه على تحسين نوعية الخدمات للمواطن الجزائري وتصديه للذين يحاولون »البزنسة« فيه. وحسب مصادر نقابية فإن نسبة الانسحاب من نقابة سيدي السعيد في ارتفاع يوما بعد يوم، بحيث بلغت نسبتها في الجزائر العاصمة وحدها 57 بالمائة، وانتقلت العدوى إلى باقي الولايات، ففي قسنطينة مثلا بلغت نسبة الانضمام إلى النقابة المستقلة السناباب 16 بالمائة ، والرقم مرشح للارتفاع، خاصة بعد مسلسل الاختلاسات التي طالت القطاع في بعض الولايات، مثلما هو الشأن بالنسبة لدائرة آفلو ومسألة اختفاء 6 ملايير سنتيم، و 120 مليار سنتيم ببلعباس، وممارسات أخرى من شأنها أن تضرب بمصداقية القطاع وتشويه سمعته دوليا، خاصة والأمين العام للمركزية النقابية على علم بها ولكنه لزم الصمت بتواطئ من أطراف من داخل القطاع. عمال بريد الجزائر عبروا عن وعيهم الكامل لما يحدث داخل القطاع، ولكون المشكل وطني ولا يخص ولاية أو أخرى، فإنهم عبروا عن رفضهم لفكرة الدخول في إضراب عن العمل، مؤكدين أن فكرة الإضراب مستبعدة تماما، طالما الحلول متوفرة وهي رحيل النقابة الحالية، حيث طالب عمال بريد الجزائر المسؤول الأول على الوزارة بالتدخل وإنقاذ القطاع من الدمار، وتلبية مطالب العمال في تحسين وضعهم المهني والاجتماعي في أسرع وقت ممكن. من جهته أكد بلميلي العياشي الأمين الوطني المكلف بالتنظيم على مستوى النقابة المستقلة »السناباب« في مكالمة هاتفية أن النقابة الوطنية المستقلة للمستخدمين العموميين على اطلاع لما يحدث داخل قطاع بريد الجزائر، وكانت قد تلقت اتصالات من العمال من أجل الانضمام لصفوفها، و قد حدد لهم الأمين الولائي للنقابة موعدا إلى ما بعد المجلس الوطني الذي تعقده السناباب اليوم الثلاثاء بزرالدة، و النظر في كيفية فتح فرع نقابي تابع السناباب داخل القطاع.