تنشر »صوت الأحرار« في عددها الذي سيصدر غدا الأربعاء حوارا حصريا مطوّلا مع رئيس المجلس الشعبي الوطني، الدكتور محمد العربي ولد خليفة، يعود في تفاصيله إلى الكثير من القضايا التي تشغل اهتمام الطبقة السياسية، وفي مقدّمتها الفوز الكاسح الذي حققه الأفلان في التشريعيات الأخيرة وكذا تحدّيات الهيئة التشريعية، إضافة إلى ردّه على محاولات المعارضة المساس بشرعية البرلمان. يعود رئيس المجلس الشعبي الوطني في حواره الشامل مع »صوت الأحرار« إلى الحديث بكثير من التفصيل عن الانتخابات التشريعية الأخيرة والظروف العامة التي جرت فيها دون أن يتردّد في الدفاع عن شرعيتها، متقدا في سياق ذلك ارتفاع بعض الأصوات المشككة في النتيجة التي حصّل عليها حزب جبهة التحرير الوطني الذي يعتبره »ملجأ ومصدرا للطمأنينة والأمن والاستقرار« في نظر الجزائريين، إضافة إلى كونه خزانا للإطارات والكفاءات على حدّ تعبيره، ليضيف بأن الأفلان »هو أساسا قوة اقتراح ومحرّك يتحرّك ويُحرّك«. وضمن هذا الاتجاه يُدرج الدكتور محمد العربي ولد خليفة خطوة بعض التشكيلات السياسية بإعلان ما سمّته ب »البرلمان الموازي« في خانة »التصعيد الانفعالي«، من منطلق أن الجزائر دولة موحدة، كما يعتقد بأن اتهامات بعض الأحزاب بحدوث تزوير واسع في التشريعيات الأخيرة وسعيها إلى إسقاط الشرعية عن المجلس الشعبي الوطني الحالي ترجع بالأساس إلى عجز أصحابها عن تحليل أسباب وعوامل فشلها في هذا الاقتراع. كما أثار الدكتور ولد خليفة الكثير من المواقف بخصوص العديد من القضايا الوطنية أبرزها التحديات التي تنتظر الغرفة السفلى للبرلمان التي وضع في المقام الأول فيها التعديل الدستوري المرتقب، وقد أبدى ثقته بالمناسبة بأن يكون نواب المجلس في مستوى التطلعات حتى يكون الأخير »مجمعا تتعدّد فيه الآراء لتلتقي فيه خلاصات توافقية لخدمة مصلحة الوطن«. وفي هذه النقطة بالذات يخالف رئيس المجلس الشعبي الوطني القراءات التي تشير إلى أن الأغلبية المطلقة التي يشكلها تحالف جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي من شأنها »غلق قواعد اللعبة« أمام بقية الأطياف السياسية المشاركة في هذه الغرفة، فهو بعكس ذلك يرى أن هذه الأغلبية لا تغلق الباب أمام الإثراء والحوار، مستبعدا في الوقت نفسه التعامل بمنطق »الإقصاء« وكذا بعقلية »الغالب والمغلوب«. ولم ينزعج ولد خليفة من قرار مقاطعة بعض الكتل هياكل المجلس الشعبي الوطني، مبرّرا موقفه بأن هذه الهياكل ليست المكان الوحيد الذي تُعبّر فيه المعارضة عادة عن رأيها، وأعلن في سياق إجاباته عن التحضير لمراجعة النظام الداخلي لهذه الهيئة التشريعية، كما تطالعون في هذا الحوار المطوّل ردّ فعل رئيس المجلس من مسائل أخرى مثل قانون تجريم الاستعمار وتحرّكات بعض النواب للمطالبة بفتح تحقيق في قضايا مثل الفساد وتزوير الانتخابات وغيرها من الملفات ترقبوها في عدد »صوت الأحرار« الذي يصدر غدا الأربعاء.