أكد الوزير السابق للأشغال العمومية، عمر غول، أن قراره تأسيس حزب سياسي جديد لا رجعة فيه، مضيفا أنه ماض في هذا المشروع »ولا يهمني ما يقوله سلطاني أو آخرون بشأنه«، مثلما نفى أن يكون قد استقرّ على تسمية نهائية لتشكيلته السياسية على الرغم من أنه كشف أن موعد انعقاد المؤتمر التأسيسي سيكون خلال شهر سبتمبر المقبل . أفاد القيادي المستقيل من صفوف حركة مجتمع السلم والوزير السابق للأشغال العمومية، عمر غول، في تصريح حصري خصّ به أمس »صوت الأحرار«، وهو الأول من نوعه منذ الضجة التي أحدثها حزبه مؤخرا، أنه »فات الأوان« للحديث مرة أخرى عن »حمس« التي ذهب إلى حدّ اعتبارها جزءا من الماضي، حيث أجاب على سؤال حول ما ورد على لسان رئيس الحركة أبو جرة سلطاني بأنه سيعمل على إقناعه بالعدول عن موقفه قائلا: »ما يقوله سلطاني أصبح لا يهمّني «. وعلى هذا الأساس أكد غول، الذي أبان عن تحفظ كبير، أن التحضيرات لتأسيس حزبه الجديد تجري على قدم وساق، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هناك الكثير من الإطارات التي تدعمه في هذه العملية، وقد لفت في حديثه معنا إلى أنه اختار أن يكون الخط السياسي لتشكيلته غير ذلك الذي كان عليه عندما كان مناضلا في صفوف حركة مجتمع السلم، موضحا أكثر: »لقد قرّرنا تغيير الخط بناء على التجربة التي اكتسباها في السنوات الماضية«، ويقصد بهذه التجربة مشاركته المتكرّرة في الحكومات المتعاقبة منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي . ولم يختلف ما أعلن عنه عمر غول بخصوص التوجه العام لحزبه الجديد عن المعطيات التي تمّ تداولها في الفترة الأخيرة على صفحات الكثير من وسائل الإعلام الوطنية، لكن الجديد أنه فنّد بشكل قطعي أن يكون قد استقرّ على تسمية نهائية لهذه التشكيلة، حيث سألته »صوت الأحرار« عن صحة تسميات مثل »الجزائر للجميع« أو »تجمع أمل الجزائر« فرّد: »هذا غير صحيح نحن لا زلنا نبحث عن تسمية مناسبة«، فيما كشف بأن موعد انعقاد المؤتمر التأسيسي سيكون على الأرجح في شهر سبتمبر المقبل . وبناء على الخط السياسي التي رسمه الوزير السابق للأشغال العمومية، أورد الأخير بأن حزبه الجديد »مفتوح على كل الكفاءات والأطياف سواء من التيار الديمقراطي أو الإسلامي أو الوطني«، مجدّدا توجيه الانتقاد إلى من يُعاتبه على شقّ عصا الطاعة عن الحركة التي تربى فيها وتقلّد باسمها الكثير من مناصب المسؤولية، وقد لخّص ردّه في عبارة: »ربي يسهّل عليهم«. وكان رئيس حركة مجتمع السلم اتهم خلال افتتاحه أشغال الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني عمر غول بالخروج عن مؤسسات الحركة، وقال للصحفيين في تصريحات على الهامش: »حمس حركة كبيرة ولها تجربة طويلة مع مثل هذه الظواهر. التوجهات التي نحن عليها الآن تقول أنه في إطار الحركة هناك رأي ورأي آخر لكن ليس طيّبا أن كل من لا يُعجبه قرار المؤسسات ينفصل عنها«. وعلّق أبو جرة سلطاني بخصوص موضوع استقالة غول: »نحن رسمنا قواعد لعبة ينبغي أن نحترمها وبالتالي إذا لم نحترمها فما قيمة الديمقراطية والشورى والمؤسسات؟«، مضيفا بلهجة حادة: »نحن لا نخضع للأشخاص ولو كان كل شخص يضغط ونستجيب له لكانت حركتنا قد انتهت«، قبل أن يعاتب المنشقين: »هناك مؤسسات. كنا نتمنى لو كانوا منا اليوم ليطرحوا وجهة نظرهم ويدافعوا عنها فإذا تحوّل رأيهم إلى قرار سنحترمه لأن القاعدة هي الأغلبية..«.