شارك مئات المصريين أمس في احتجاج بالقاهرة ومدن أخرى ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها بعد مرور أقل من شهرين على رئاسته فيما يمثل أول اختبار لشعبية الرئيس الجديد، لكن عدة جماعات وأحزاب ليبرالية اعتادت أن تنتقد الإخوان المسلمين قالت إنها لن تشارك في الاحتجاج. ومن بين من بقوا بعيدا عن المحتجين حركة شباب »6 أبريل« التي قامت بدور في تعبئة الشارع ضد الرئيس السابق حسني مبارك. ويتهم منظمو احتجاجات أمس مرسي بالسعي لاحتكار السلطة بعد أن استعاد في مارس سلطات كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي أدار شؤون البلاد لنحو 18 شهرا بعد الإطاحة بمبارك احتفظ بها لنفسه، وطالب منظمو الاحتجاج ومن بينهم السياسي المعارض محمد أبو حامد بالتحقيق في تمويل جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تعرضت للاضطهاد خلال حكم مبارك الذي امتد 30 عاما والتي هيمنت على المشهد السياسي بعد الإطاحة به. وقال منظمو الاحتجاج الذين حددوا نقاطا لتجمعهم إنهم يعتزمون تنظيم مسيرة إلى قصر الرئاسة بشرق العاصمة في إطار الاحتجاج ضد مرسي الذي أدى اليمين يوم 30 جوان كأول رئيس لمصر من خارج القوات المسلحة. وتجمع مئات المحتجين في ميدان العباسية الذي شهد اشتباكات بين متظاهرين وقوات الجيش أوائل العام حين كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير شؤون البلاد، حيث أغلق الجيش الطريق المؤدي إلى مبنى وزارة الدفاع، وقال مسؤولون في وزارة الداخلية إن الشرطة ستحمي الاحتجاجات السلمية لكن ستواجه بالشدة أي محاولات للاعتداء على منشآت أو أفراد بعد أن أفادت تقارير بأن محتجين يعتزمون استهداف مقار جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لها. وقالت الجماعة والحزب إن أعضاء فيهما شاركوا أمس في حماية المقار. وكان مرسي قد استقال من جماعة الإخوان المسلمين وترك رئاسة حزب الحرية والعدالة قائلا إنه يريد أن يكون رئيسا لكل المصريين، ومن بين الانتقادات التي وجهت إليه أنه يسعى لإسكات وسائل الإعلام. ويشير المنتقدون إلى مقاضاة عدد من الصحفيين، لكن مرسي أصدر يوم الخميس قرارا بقانون لإلغاء الحبس الاحتياطي في قضايا النشر بعد ساعات من قرار قضائي بحبس رئيس تحرير صحيفة الدستور اليومية إسلام عفيفي في أولى جلسات محاكمته على ذمة قضية اتهم فيها بإهانة رئيس الدولة، في حين يقول المنتقدون إن مرسي يجب أن يلغي الحبس في قضايا النشر بالكامل. يذكر أنّ معارضين للرئيس المصري محمد مرسي ومؤيدين له اشتبكوا وتبادلوا الرشق بالحجارة أمس في ميدان التحرير بوسط القاهرة، وقالت تقارير إن بعض المشاركين في الاشتباكات من الجانبين كانوا يحملون عصيا وتقاذفوا بالحجارة، وكان محتجون آخرون من الجانبين تدخلوا في وقت سابق لوقف مناوشات وقعت في الميدان.