يحظى هذه الأيام عنصر الشباب المناضل في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني باهتمام خاص، ليس فقط لكونه يشكل عماد المستقبل في البلاد، وإنما كذلك لكونه يشكل الرهان الأول للحزب في الانتخابات المحلية القادمة• إن الأفلان يراهن أكثر فأكثر على فئة الشباب لكسب الاستحقاقات السياسية المقبلة، وفي مقدمتها المحليات المقرر إجراؤها نهاية شهر نوفمبر الآتي، إذ يعتبر إعداد وتهيئة هذه الفئة لتولي مناصب المسؤولية والقيادية من أولويات سياسته الرامية إلى التغيير والتجديد الدائم بالنسبة للأفلان• من هذا المنطلق تأتي عملية تنظيم سلسلة الندوات الولائية والجهوية والوطنية المتعلقة بالتكوين السياسي للشباب المناضل في الحزب، قصد إعطائه صورة متكاملة عن مناهج عمل وبرامج الأفلان في مجالات التسيير وإعداد الإطارات الكفأة القادرة على حمل المشعل وتولي المسؤولية واحتلال المناصب القيادية داخل الحزب وخارجه• وتتجلى نوعية ومضامين عملية التأهيل السياسي الذي يقدمه الأفلان لعنصر الشباب في تلك المواضيع المتعددة التي تناولتها اللقاءات الجهوية التكوينية، حيث ارتبطت أساسا بإحاطة الشباب المشارك علما بالمرجعية الفكرية للأفلان، وبالمنطلقات السياسية والقيم النبيلة السامية التي يناضل من أجل تحقيقها في الجزائر بعد خمسين سنة من الاستقلال والحرية• فضلا عن القضايا المرتبطة بواقع البلاد ومقتضيات مستقبله كالمسائل السياسية والإعلامية والتسييرية التي من شأنها أن تجعل الشباب في صناعة القرارات الوطنية الهامة التي تهم الوطن والمواطن• ليس اعتباطيا أو عرضيا أن يبرمج الأفلان في هذه المرحلة من المراحل الحساسة التي تعيشها البلاد، قرابة 35 ندوة تكوينية، بين ولائية وجهوية ووطنية بمشاركة أكثر من 17 ألف شاب من كل الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية والمهنية، بمن في ذلك طلبة الجامعات الذين يهمهم العمل السياسي•• وكل ذلك في الواقع يشكل مصدر حيوية وحركية وديناميكية للأفلان في الميدان، حتى في ظل الأوضاع والفترات التي توصف بالفتور والجمود على مستوى الساحة السياسية الوطنية• كما أنه ليس من الترف السياسي أن يعطي الأفلان في هذا الزمان بالذات، الأهمية لعنصر الشباب والنساء، فالأمر يتعلق بتأطير وتأهيل طاقة إبداعية خلاقة، يتعين عليها التحكم في مصير البلاد ومستقبلها فيما بعد الاحتفال بخمسينية الاستقلال• ولئن كان الأفلان قد منح المكانة اللائقة الواجبة لفئة النساء في التشريعيات الماضية حسب قانون الانتخابات، فإنه لن يتردد أو يتوانى في إعطاء فئة الشباب المكانة التي تعود إليه في الحياة السياسية للبلاد، من خلال الإعلان عن تخصيص نسبة لا تقل عن 40% من قوائم المترشحين للانتخابات المحلية القادمة للشباب• إن الأفلان الذي فاز بأغلبية مقاعد الغرفة السفلى في البرلمان خلال التشريعيات الفارطة لا يخفي رهانه على الشباب لحصد أغلبية المقاعد في المجالس المحلية المنتخبة، البلدية والولائية خلال موعد التاسع والعشرين من شهر نوفمبر المقبل، ومن ثمة يمكنه الرد وبقوة على كل أولئك الذين يعادون ويخاصمون، وينافسون الأفلان، ويبرهن بذلك للذين مازال يراودهم الشك في ضعف الأفلان، وللذين يحلمون بإحالته على متحف التاريخ، بأنه سيبقى الحزب الأكثر تجذرا في أوساط الشعب والقوة الأساسية والرئيسية في الساحة السياسية الوطنية• إن الأفلان الذي يؤمن إيمانا راسخا بتواصل الأجيال لا يدخر جهدا من أجل تجسيد هذا المبدأ في صفوفه التي تزخر برجالات من جيلي التحرير والتعمير• ولم ولن يتوانى في نقل المشعل وتسليمه إلى الشباب باعتباره القوة الدافعة إلى الأمام، القوة التي يلج بواسطتها الأفلان المستقبل الواعد• الأفلان يستمد قوته من الشباب المؤمن بفكره ونهجه ومبادئه وقيمه، الشباب الملتزم بخدمة الوطن والمواطن لإعلاء صرح الجزائر بين الأمم•