انتقد المجلس الإسلامي الأعلى مضمون الكتاب الخاص بمئوية الشيخ العلاوي لمؤلفه شيخ الطريقة العلاوية خالد بن تونس، وقال إنه لم يوفّق في تقديم بعض الصور خاصة ما تعلّق منها بتشخيص الرسول الكريم وبعض الأنبياء والرسل، واعتبر أن هذا لا يرضي إطلاقا علماء الإسلام، كما استغرب نشر صور قريبة إلى الإباحية مطالبا بإبعادها كلها حتى تهدأ الأمور وتسوّى المشكلة التي قال إنها مفتعلة. انضم المجلس الإسلامي الأعلى إلى صفّ جمعية العلماء المسلمين وهاجم كتاب شيخ الطريقة العلاوية الموسوم "الصوفية الإرث المشترك"، حيث ترك بيان موقّع من رئيس هذه الهيئة الدكتور الشيخ بوعمران انطباعا سلبيا وهو الذي اطلع على مضمون الكتاب باعتبار أن خالد بن تونس أرسل بنسخة من كتابه إلى المجلس كما فعل تماما مع وزارة الشؤون الدينية التي لم تتدخل بعد، حيث لم يتوان المجلس في توجيه الدعوة إلى صاحب الكتاب من أجل تغطية بعض الصور المسيئة لرموز الإسلام وصور أخرى اعتبر أنها تخدش الحياء. وإن كان انتقاد المجلس الإسلامي الأعلى أقل حدّة من جمعية العلماء المسلمين فإن ذلك لم يمنعه من تسجيل العديد من الملاحظات دون أن يصفها ب "التجاوزات" حيث اكتفى باعتبارها أمورا لا يمكن استساغتها، مضيفا في تعليقه "يبدو أن الكتاب لم يوفّق في تقديم بعض الصور التي لم يستسغها الكثير من الذين اطلعوا عليه..". وبنى الشيخ بوعمران هذه الملاحظة بالذات على أساس أن الكتاب أورد "تشخيص الرسول صلى الله عليه وسلّم وبعض الأنبياء والرسل والصحابة ابتداء من سيدنا آدم عليه السلام والملائكة، وهي صور قديمة في شكل منمنمات وصور شعبية لا يمكن الاعتماد عليها" في إشارة واضحة إلى عدم تقبّل هذه الهيئة لما جاء به كتاب بن تونس. وما أثار غرابة المجلس الإسلامي الأعلى الجرأة الزائدة عن اللزوم التي اعتمد عليها المؤلف في نشر بعض الصور، حيث جاء في البيان أنه "..وأغرب من ذلك كله هناك صور أقرب ما تكون إلى الإباحية.." وبالتالي "إن علماء الإسلام في أغلبية العالم الإسلامي لم يرضوا بذلك"، وعليه فقط طالب الدكتور بوعمران بضرورة "إبعاد هذه الصور سواء بتغطيتها أو بطريقة أخرى لكي يهدأ الجوّ وتسوّى هذه المشكلة المفتعلة". ولم يهضم الدكتور بوعمران الشيخ ظهور صورة الأمير عبد القادر في الكتاب وهو محاط بنجمة سيدنا داوود السداسية، وعلّق على ذلك بوصفه أمرا غير لائق لعدم جواز اقتران "هذه الشخصية الوطنية العظيمة لأنها أصبحت (نجمة داوود) رمزا للصهيونية المعروفة بعداوتها للإسلام". إلى ذلك أعاب المصدر ذاته على كتاب خالد بن تونس ورود بعض النصوص يفهم منها توحيد الديانات كلّها على وجه الأرض، وقد اعتبر ذلك "نظرية غريبة لا صلة لها بالإسلام الحنيف ولا يمكن أن تطبّق نظرا للخلافات التي تسود علاقات هذه الديانات"، وبيّن في المقابل أن "الإسلام يدعو إلى الحوار بين الديانات بالتالي هي أحسن على أساس الاحترام المتبادل.. ولكل ديانة خصوصيتها والإسلام صريح في ذلك". ومع كل هذه الانتقادات فقد حرص المجلس على عدم التشكيك في نية شيخ الطريقة العلاوية بالإساءة من خلال نشر هذه الصور خاصة لدى إشارته إلى ما أسماه "دور الزوايا العلمية ومريديها على أساس حب القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة والقيم الإسلامية"، بالإضافة إلى تأكيده بأنها "تمتاز بمساعدة الناس وإصلاح ذات البين وهي مكمّلة لما تقوم به الأسرة والمؤسسات التعليمية.."، لكن هيئة بوعمران سجلت أنه لا بد من توحيد الصفوف بين الحركة الصوفية والحركة الإصلاحية كون الإسلام بتعرّض إلى حملات كثيرة وهو ما يعني وجوب مراجعة ما جاء فيه من تجاوزات.