تهجّم ليلة أمس، مجموعة من سكّان حيّ »سانت أنطوان« بوهران بالعصيّ على نحو 60 إفريقيا ما بين نساء وأطفال كانوا يقضون ليلهم أمام مسجد الحيّ، حيث تمّ طردهم وحرق متاعهم لوضع حدّ للنزوح الكبير لهؤلاء الأفارقة إلى الحيّ. تطوّرت أوضاع اللاجئين من شمال مالي إلى وهران، إلى حدود الأسوأ بعد نزوح عدد كبير من النسوة والأطفال خلال الأسابيع الماضية نحو أحياء المدينة وانتشارهم اللافت أمام المساجد وفي الأسواق للتسوّل، وأمام أحد مساجد حيّ »سانت انطوان« كانوا يقضون كلّ ليلة ليغادروا المكان صباحا للتسوّل والبحث عن لقمة العيش، تاركين خلفهم الأفرشة والأغطية والأواني المنزلية وملابسهم التي يخبّؤونها داخل أكياس ويعلّقونها في الأشجار. واحتل نحو 60 لاجئا من جنسيات إفريقية ما بين نساء وأطفال مساحة واسعة من الرصيف المجاور للمسجد بشارع رئيسي، أين تنتشر الأوساخ والروائح والأمراض حسب تصريحات سكّان الحيّ الذين ضاقوا ذرعا بهذه المشاهد، وأمام صمت السلطات، لجؤوا إلى طردهم باستعمال التهديد بالعصي، حيث تمّ إخلاء المكان في حدود ساعة بعدما أبدت نساء رفضا في البداية، لكنّ تشديد اللهجة معهنّ دفعهن إلى المغادرة. وقد طلب سكّان الحيّ منهنّ حمل متاعهنّ وما تبقى من خردوات وقاذورات تمّ جمعه وحرقه وتنظيف الرصيف بالكامل، وهدّد السكّان هؤلاء الأفارقة من العودة إلى المكان، فيما توجّهن وفوق رؤوسهنّ أكياس كبيرة يحملن على ظهورهنّ الأطفال، متوجّهات نحو مكان آخر غير بعيد تقضين فيه الليلة ومن غير المستبعد أن تتّم مطاردتهم من قبل سكّان باقي الأحياء لنفس الأسباب، حيث يبدو العدد هائلا وقابلا للتضاعف مع ما يمكن أن ينتج عن ذلك من أضرار. ويجدر بالذكر أنّ والي الولاية قد أصدر قرارا مع بداية انتشار الأفارقة بوهران، يقضي بترحيلهم نحو مركز للاجئين ببلدية بوفاطيس، وبناء على ذلك قامت مصالح الأمن بتحويل 118 إفريقيا معظمهم من النساء والأطفال، إلاّ أنّهم لم يقضوا أكثر من يومين هناك وغادروا المكان مفضّلين حياة الشوارع والتسوّل والبيات في العراء على المركز، خصوصا وأنّهم يلقون تعاطفا من المواطنين الذين يتصدّقون عليهم بالملابس والطعام والأغطية والأفرشة.