دعا رئيس الحكومة الأسبق، إسماعيل حمداني، إلى تبني مواقف حازمة فيما يتعلق بسلامة التراب الوطني في ظل الأوضاع المتردية على حدودها، واعتبر الحفاظ على الوحدة الترابية للجزائر مهمة خاصة وأنها استرجعت بعد أربع سنوات إضافية ومفاوضات شاقة مع الاستعمار. كشف رئيس الحكومة الأسبق إسماعيل حمداني في محاضرة ألقاها بمناسبة إحياء يوم الدبلوماسية الجزائرية بمقر وزارة الخارجية عن جوانب مهمة، واعتبر الدبلوماسية أثناء حرب التحرير كانت مكملة للثورة باعتبارها كانت تقوم بتدويل القضية الجزائرية لحمل فرنسا على التفاوض مع جبهة التحرير الوطني، مشيرا إلى أن السياسة الخارجية تغذي السياسة الداخلية. وأسهب المحاضر في الحديث عن اتفاقيات إيفيان التي تمت مراجعتها بعد الاستقلال خاصة فيما يتعلق بالمحروقات والمسائل العسكرية واليد العاملة، ليشير إلى أنه تم جلاء كل القواعد العسكرية الفرنسية قبل نهاية المدة المتفق عليها. وذكر حمداني بمواقف شجاعة للجزائر في كثير من القضايا الدولية الساخنة خاصة فيما يتعلق بتحديد معالم الحدود بعد الاستقلال مع دول الجوار، وفي هذا الإطار، أبرز أوجه الاختلاف بين 7 الدول المجاورة، وأكد أن أول بلد تمت تسوية الحدود معه هو النيجر الذي نتقاسم معه 935 كم سنة 1964ثم مالي عام 1983 التي تقدر الحدود المشتركة مع الجزائر ب1261 كم فموريتانيا بحدود 460 كم ثم ليبيا بعد مصادقة البرلمان الليبي في عهد الملك سنوسي على ترسيم الحدود وإرسال نسخة من الاتفاق إلى منظمة الأممالمتحدة. أما عن تونس والمغرب، فقد أشار رئيس الحكومة الأسبق إلى محاولات هذين البلدين لضم جزء من التراب الوطني إلا أن الجزائر دافعت عن حدودها القائمة عند حصولها على استقلالها الوطني، رافضا مصطلح »الحدود الموروثة عن الاستعمار«. وركز حمداني كثيرا عن الحدود المشتركة مع المغرب الأقصى، وذكر بلقاء رئيس الحكومة المؤقتة الراحل فرحات عباس والملك الراحل الحسن الثاني في جويلية 1961 والزيارة لأول رئيس دولة بعد استقلال الجزائر بعد جمال عبد الناصر هو الملك المغربي في ربيع 1963 والتوقيع على 15 اتفاقية، موضحا أنه تم عقد لقاء بين الرئيس الراحل هواري بومدين سنة 1970 وبمدينة تلمسان حيث تنازل العاهل المغربي عن العرش. وذكر المحاضر بتاريخ توقيع محضر ترسيم الحدود مع المملكة المغربية يوم 15 جوان 1972 بالرباط بحضور 40 رئيس دولة ورئيس حكومة في منظمة الوحدة الإفريقية، مشيرا إلى الاتفاق حول إنشاء شركة مختلطة جزائرية مغربية لاستغلال غار جبيلات. وأوضح رئيس الحكومة الأسبق أن الدبلوماسية الجزائرية ترتكز على عدم الانحياز ودعم حركات التحرر، ليبرز الدور الكبير الذي لعبته الجزائر لإدخال الصين ضمن 5 أعضاء الدائمين في مجلس الأمن وقطع العلاقات مع إسرائيل، مذكرا أن الجزائر قطعت علاقاتها منذ 1962 مع ألمانياالغربية والولايا المتحدةالأمريكية بسبب إسرائيل وبريطانيا العظمى.