أعلن رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا السيد لويز ماريا دو بويغ أمس أنه اقترح على الطرف الجزائري الدخول في شراكة مع الهيئة البرلمانية التي يترأسها قصد تعزيز التعاون الثنائي، وأوضح أن الجزائر والجمعية تتقاسمان الكثير من الرؤى حول العديد من القضايا وبخاصة التعاون بين أوروبا ودول شمال افريقيا. وقال السيد دو بويغ أمس لدى إلقائه محاضرة بمجلس الأمة تحت عنوان "الطرق المشتركة لأوروبا والمغرب العربي" أن المحادثات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين أظهرت أن هناك نقاط التقاء كثيرة بين الجانبين، وأن هناك تقاربا إيجابيا فيما يخص الحلول المقترحة للمشاكل العالقة بين ضفتي المتوسط، وأوضح أنه عرض على الطرف الجزائري إقامة شراكة تهدف إلى مشاركة برلمانية في مؤسسات كل طرف. وحدد البرلماني الأوروبي الشهر القادم كتاريخ للشروع في مناقشات بين الجانبين حول وضع الشراكة الذي يطمح إلى تحقيقه كل جانب، ودعا من مجلس الأمة، الجانب الجزائري إلى تقديم مقترحات تعكس تصوره لنوعية الشراكة الواجب إقامتها. وذكر رئيس الجمعية وهو باحث في التاريخ الإسلامي في أوروبا أن القواسم المشتركة بين الضفة الشمالية والجنوبية للمتوسط بإمكانها أن تكون عاملا فعالا في بناء شراكة قوية بين الجانبين. وأبرز السيد دو بويغ الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر رغبة الطرف الأوروبي في نسج علاقات شراكة مع جنوب حوض المتوسط وبخاصة دول المغربي العربي، ودافع في هذا الاتجاه عن الاتحاد من أجل المتوسط وأكد على ضرورة السير في إنجاح المشروع رغم اعترافه بعقبة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وعدم إقامة دولة فلسطينية، واعترف بأن أوروبا لم تلعب أي دور في حل القضية الفلسطينية ولم تكن لها اية سلطة تدخل لفرض حلول لهذا النزاع وتركت الساحة للولايات المتحدةالأمريكية الى غاية إعلان إنشاء الرباعية الدولية، وبالنسبة لرئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا فإنه يتعين على الدول الأوروبية أن تعلب دورا محوريا في حل النزاع في الشرق الأوسط عبر عدم الاكتفاء بتقديم المساعدة المادية للفلسطينيين بل من خلال الانخراط أكثر في المسار السياسي والرمي بثقلها لحل هذه القضية التي أثرت كثيرا على العلاقات بين ضفتي المتوسط وعطلت مسار الشراكة بينها. وتناول السيد لويز ماريا دو بويغ أمام طلبة العديد من الجامعات الجزائرية وبحضور رئيس مجلس الأمة السيد عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة الأسبق السيد إسماعيل حمداني مشكلة الاستعمار في الصحراء الغربية وذكر بأن استعمار المغرب للصحراء الغربية "تمثل كارثة كبيرة" والمسؤولية تتحملها بالدرجة الأولى اسبانيا التي بدل أن تمنح شعب الإقليم حق تقرير المصير فضلت ترك المنطقة بين أيدي استعمار جديد. وحول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط يرى البرلماني الاسباني أن المبادرة تمثل فرصة سانحة لتحقيق الشراكة بين الجانبين من منطلق أن أوروبا بحاجة إلى دول المغرب العربي ودول جنوب المتوسط والعكس صحيح، وأضاف أن ربط أوروبا لعلاقات وطيدة مع افريقيا يمر حتما عبر إقامة جسور ثقة مع دول شمال افريقيا. ويرى المحاضر أن أوروبا ودول المغرب العربي يربطهما مصير مشترك ولذلك يتعين عليهما مواجهة التحديات العالمية معا بداية من الأزمة المالية العالمية ومحاربة الإرهاب، مشيرا إلى أن الحديث عن صراع الحضارات مغالطة كبيرة ومردها جهل الكثير من الأوروبيين لعلاقة الإسلام بالقارة العجوز، وبين أن الحوار والتشاور يبقى الوسيلة الأفضل لحل كل الخلافات. وكان رئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا السيد لويز ماريا بويغ وصل أول أمس الجمعية الى الجزائر في إطار زيارة تدوم ثلاثة أيام.