يبحث رئيس الوزراء المصري، هشام قنديل، في زيارته إلى الجزائر اليوم سبل تعزيز الحوار الإستراتيجي الذي بدأ بين البلدين وزيادة التنسيق في المحافل الإفريقية والعربية والإسلامية والدولية، كما يتطرق إلى آخر المستجدات في منطقة شمال إفريقيا وتهديدات تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« وعمليات تهريب السلاح من ليبيا. أكد سفير مصر بالجزائر، عز الدين فهمي، أن زيارة رئيس الوزراء هشام قنديل إلى الجزائر اليوم على رأس وفد يضم ستة وزراء وهم محمد كمال عمرو وزير الخارجية، صلاح عبد المقصود وزير الإعلام، هاني محمود وزير الاتصالات، أسامة كمال وزير البترول، أشرف العربي وزير التخطيط والتعاون الدولي، حاتم صالح وزير الصناعة، ووفد كبير من رجال الأعمال ورؤساء الشركات »تعد نقلة نوعية وتاريخية في العلاقات بين البلدين«، كما تعد الأولى لمسؤول مصري بهذا المستوى منذ »ثورة 25 جانفي« وبعد الإصلاحات السياسية الكبيرة التي شهدتها الجزائر تحت قيادة الرئيس بوتفليقة والتي توجت بتشكيل حكومة جديدة برئاسة عبد المالك سلال. وقال السفير المصري في بيان تلقت »صوت الأحرار« نسخة منه أن الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء هشام قنديل للجزائر التي تستمر ثلاثة أيام وتتزامن مع احتفالات الجزائر بمرور 50 عاما، »ستشمل إجراء مباحثات مع كبار المسؤولين في الحكومة وتتناول عديد من الملفات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية بما يخدم شعبي البلدين اللذين يرتبطان منذ القدم بعلاقات متميزة« خاصة أن »الدماء المصرية والجزائرية اختلطت سواء كان في ثورة التحرير« المجيدة 1954-1962 أو في حروب الاستنزاف وحرب أكتوبر سنة 1973. وأضاف عز الدين فهمي أن مباحثات الملف السياسي بين الجانبين من المنتظر أن يشمل سبل تعزيز الحوار الإستراتيجي الذي بدا بين البلدين وزيادة التنسيق في المحافل الإفريقية والعربية والإسلامية والدولية بالإضافة إلى بحث آخر المستجدات في منطقة شمال إفريقيا وتهديدات تنظيم »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي« وعمليات تهريب السلاح من ليبيا. وأشار السفير المصري إلى أن تطورات القضية الفلسطينية ستحتل حيزا كبيرا من مباحثات الجانبين، حيث تعدّ القضية الفلسطينية هي القضية الرئيسية لدى البلدين وكذلك بحث آخر المستجدات في الأزمة السورية في ضوء دعوة الرئيس المصري محمد مرسي لوقف الاقتتال خلال أيام عيد الأضحى المبارك وهي الدعوة التي تبناها مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الأخضر الإبراهيمي وطالب جميع الأطراف السورية بتفعيلها. وقال سفير مصر بالجزائر إن المباحثات الاقتصادية بين رئيسي الوزراء المصري والجزائري من المتوقع أن تشمل سبل عودة الاستثمارات المصرية إلى ما كانت عليه قبل مباراة منتخبي البلدين في كرة القدم عام 2009، وكذلك سبل الاستفادة بالعمالة المصرية في تنفيذ البرنامج الخماسي الجزائري 2009-2014 الذي تبلغ تكلفته 286 مليار دولار، بالإضافة إلى تشجيع رجال الأعمال الجزائريين على الاستثمار بمصر في ضوء التيسيرات التي تقدمها مصر لتشجيع الاستثمار العربي، كما أنه من المقرر أن يتم الاتفاق على موعد عقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين وخاصة وأن آخر اجتماع لها عقد في عام 2008 بالعاصمة الجزائر. وأضاف عز الدين فهمي أن تشجيع التعاون في المجال الزراعي والحيواني سيحتل حيزا كبيرا من المباحثات الاقتصادية بين الجانبين الجزائري والمصري خلال زيارة هشام قنديل في ضوء توفر الإمكانيات الكبيرة في البلدين سواء الخبرة والأيدي العاملة في مصر أو الأراضي والأمطار والمناخ المعتدل في الجزائر، كما سيتم بحث إقامة خط بحري بين البلدين مما سيسهم في زيادة التصدير والاستيراد ويقلل نفقات الشحن والتامين ويعمل على زيادة الواردات والصادرات. وأشار السفير المصري إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر والجزائر خلال النصف الأول من العام الحالي ليصل إلى 1.290 مليار دولار أمريكي بعد أن كان حوالي 492 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي بزيادة بلغت 162 بالمائة وهو ما يعكس التوجه الجديد لقيادتي البلدين من أجل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والتي ظهرت في اختيار مصر كضيف شرف في معرض الجزائر الدولي في ماي الماضي ومشاركة أكثر 108 دار نشر مصرية في معرض الجزائر الدولي السابع عشر للكتاب. وأوضح السفير أنه في مجال التعليم ينتظر أن يتم بحث زيادة المنح الدراسية المقدمة من جانب الأزهر في ضوء الاهتمام الكبير الذي يوليه الرئيس بوتفليقة للأزهر الشريف الذي يمثل الوسطية والاعتدال في العالم الإسلامي، كما سيتم بحث زيادة المنح الدراسية المقدمة من الجامعات المصرية إلى الطلاب الجزائريين.