الائتلاف الجديد للمعارضة السورية الذي تم التوصل إليه في قطر بإيعاز أمريكي يسعى إلى الحصول على الاعتراف الدولي، ومثلما جرت عليه العادة سيحاول شيوخ الخليج الذين وضعوا اليد على الجامعة العربية أن ينتزعوا اعترافا عربيا بهذا الكيان كممثل شرعي ووحيد للشعب السوري، وهذه العبارة المضحكة تؤكد أن الفكر الأحادي مسيطر على المعارضة ومن يدعمها كما هو مسيطر على النظام الحاكم، وسيتحول اعتراف العرب ورقة في يد الدول الغربية من أجل تشديد الضغط على النظام القائم في دمشق وإحراج حلفائه، وخاصة روسيا والصين. الأهداف المعلنة لهذا الكيان هي الحصول على الاعتراف من أجل جمع الأموال والأسلحة لمواصلة الحرب ضد حكومة دمشق، وحسب وزير الخارجية القطري فإن حصول الائتلاف على الاعتراف سيتيح له عقد الصفقات لشراء السلاح، وهذا يعني أن المرحلة القادمة ستشهد توجها نحو الحرب الشاملة التي تستعمل فيها كل الأسلحة، وحتى تصبح الحرب هي الخيار الوحيد يقول الموقعون على هذه الصفقة الأمريكية بأنهم يرفضون بشكل قاطع محاورة النظام السوري الذي يقتل الشعب السوري، وإذا لم تحاور المعارضة النظام فمن ستحاور إذن؟ ثم إذا كان النظام يقتل الشعب السوري فالمعارضة أيضا تقتله وبأبشع الأساليب والجرائم موثقة من قبل المنظمات غير الحكومية. كل ما يجري الآن هو قطع خط الرجعة، وما يسمى بائتلاف المعارضة السورية هو في الحقيقة أداة تم ابتكارها لضمان استمرار الحرب إلى غاية التفكيك النهائي للدولة السورية، فهذا الائتلاف لا يمثل الشعب السوري، وأعضاؤه لم ينتخبهم أحد، وهم في غالبيتهم يخضعون لإرادة خارجية، ولا يمكن لحفنة من رواد الفنادق الفخمة التقوا في الدوحة أن يقرروا نيابة عن ملايين السوريين الذين رفضوا حياة اللجوء ويرفضون خيار الحرب الأهلية الذي تفرضه القوى الخارجية المتواطئة من أجل تحقيق أهداف ليس من بينها نشر الحرية والديمقراطية، ومع هذا يجرؤ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي على القول إن الاتفاق بداية خطوة هامة لتحقيق ما يتطلع إليه الشعب السوري لنقل سلمي للسلطة.