دقت أمس خيرة مسعودان عميدة الشرطة القضائية ورئيسة مكتب الطفولة بالمديرية العامة للأمن الوطني ناقوس الخطر بسبب الأرقام المخيفة التي سجلتها مصالح الأمن عن حالات العنف التي تعرض لها الأطفال خلال السنة المنقضية والتي بلغت 4875 حالة، تعرض خلالها 1546 طفل لاعتداءات جنسية، وقتل 25 منهم، أما جريمة الاختطاف التي بدأت تتنامى مؤخرا فقد سجلت الجزائر 146 حالة، وحمّلت المتحدثة الأولياء جزء من المسؤولية، ودعت إلى ضرورة تبني ثقافة "التبليغ" والتحرك العاجل لوقف هذا الخطر الزاحف. سميرة.ب / : رسمت عميدة الشرطة القضائية خيرة مسعودان في الندوة التي نظمها فوروم "المجاهد" صورة سوداء عن واقع الطفولة في الجزائر، وقالت إن تنامي ممارسات العنف التي تتعرض لها هذه الفئة تستدعي تدخلا عاجلا من جميع الأطراف، واستشهدت المتحدثة بالأرقام المخيفة التي سجلتها مصالح الأمن الوطني، والتي تشير إلى أن العنف الجنسي يأتي في مقدمة الجرائم التي تستهدف القصر من الجنسين، حيث تؤكد الأرقام أن 1546 طفلا كان ضحية اعتداء جنسي خلال سنة 2007 على المستوى الوطني، أما حالات العنف الجسدي بالضرب والجرح فقد بلغت 2803، و365 طفلا كان ضحية سوء معاملة، و20 طفلا قتل وأغلب هؤلاء كانوا ضحية اعتداء جنسي انتهى بجريمة قتل. وأفردت المتحدثة جزء هاما من مداخلتها لجريمة الاعتداء الجنسي ضد الأطفال، مؤكدة على أن الأرقام المقدمة لا تعكس الواقع باعتبار أن العديد من الحالات غير مبلغ عنها، فضلا عن أن هذا النوع من الاعتداءات كثيرا ما ينتهي بجريمة قتل بعد تعرف الضحية على المعتدي، وأرجعت عميدة الشرطة تفشي هذا النوع من الاعتداءات إلى أزمة أخلاقية حادة في المجتمع الجزائري، كما حملت الآباء جزء من المسؤولية، وذهبت إلى القول "يجب دق ناقوس الخطر لأن الخطر قادم فعلا ولا أحد في مأمن منه"، موضحة بأن الجاني يختار ضحيته بدقة ويتحين الفرص التي يسمح بها الآباء، فلا توجد عصابات لاختطاف الأطفال تسير في الشوارع جهارا نهارا مثلما أبرزته المتحدثة، بل المطلوب هو حماية الأطفال وعدم السماح لهم بالخروج بمفردهم لأن الشارع لم يعد آمنا، واستشهدت بالطفل الذي قتل بعد الاعتداء عليه مؤخرا في مدينة الخروب بقسنطينة، وقالت إنه اختطف من أمام منزله، وبالتالي فالمسؤولية هنا تقع على الأولياء، كما قدمت مثالا آخر عن طفلة لا يتجاوز سنها 3 سنوات كانت صحية اغتصاب في مدينة وهران، وقالت إن هذه الأخيرة كانت في الشارع بعد الساعة العاشرة مساء. وتشدد مسعودان في مداخلتها على ضرورة التحلي باليقظة وأن يتخلى المواطن عن الأدوار السلبية وثقافة اللامبالاة، ودعت إلى التخلي عن نظرية "تخطي راسي" التي أصبحت السمة الغالبة على تفكير المواطن الجزائري، لأنه سيأتي اليوم الذي تصل فيه هذه الجرائم إلى هذا الأخير، ولا أحد في مأمن منها، وفي المقابل أشارت المتحدثة إلى أهمية "التبليغ" في الحد من هذه الآفات التي تزحف باتجاه المجتمع الجزائري لأن مصالح الشرطة لا يمكنها أن تفعل الشيء الكثير دون تعاون من المواطنين، وأعطت أمثلة عن الطفلة التي أنقذتها فطنة أحد الرعاة عندما لاحظها برفقة أحد المشتبه بهم وبلغ رجال الشرطة الذين نجحوا في إحباط عملية الاختطاف. وعن جريمة اختطاف الأطفال التي عرفت انتشارا في الفترة الأخيرة وأثارت الكثير من الجدل، كما أسالت الكثير من الحبر، فقد أكدت المتحدثة أن حالات الاختطاف المبلغ عنها وصل إلى 146 حالة خلال السنة المنقضية، النسبة الأكبر منها بهدف الاعتداء الجنسي، ومنها ما هو تصفية لحسابات شخصية، بينما الاختطاف للمطالبة بفدية فهي الجريمة المستجدة من وجهة نظر المتحدثة أو الآفة التي تزحف نحو المجتمع الجزائري، وقد تعرف تطورا خطيرا مستقبلا إن لم تسارع الجهات المعنية إلى تطويقها.