ماذا بعد تنصيب براك أوباما رسميا رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية؟ وماذا بعد أن رفع يده اليمنى، وقال: أنا باراك حسين أوباما أقسم بأن أخلص في أداء مهامي رئيسا للولايات المتحدة، وأن أبذل كل ما بوسعي للحفاظ على الدستور وحمايته والدفاع عنه؟؟ حيث جرت مراسم سريعة في البيت الأبيض، وأخرى مع حشد كبير من الناس، قال خلالها: نحن لسنا نحتفل بالانتخاب أو بأداء اليمين الدستورية، بل نكرم بعضنا البعض وبلدنا العظيم، وبعد الانتهاء من ذلك، علينا أن نعمل بأقصى جهد لتكون الولاياتالمتحدة فخورة ليس بماضينا فحسب بل بمستقبلنا أيضاً. هذا الكلام، وإن كان يحمل في طياته نبرة التحدي، إلا أن الأربع سنوات القادمة ستكون صعبة جدا على هذا الرئيس الأسمر الطموح، بما ينتظره من ملفات شائكة، خصوصا تلك المتعلقة بالموازنة، وارتفاع معدل البطالة، والمعارك الحزبية بشأن السياسات النقدية، وأن يؤسس نظام اقتصادي أقوى من أي وقت مضى، لأن الأزمة المالية التي مرت بها البلاد بدأت تتعافى شيئاً فشيئاً، وهذا بفضل ما قام به في العهدة الأولى، وسيقوم بكل ما في وسعه لترسيخ هذا الاقتصاد ويصبح أكثر صلابة، وكذلك القضايا المتعلقة إلى منع حمل الأسلحة، خاصة مع تفاقم العنف الذي تكرر كثيرا، على غرار ما يحدث داخل المدارس، وما حدث في المجزرة المأسوية بولاية كونيتيكت الأمريكية ليس ببعيد. لقد استطاع براك أوباما أن يجدد العهدة بعد الفوز على منافسيه الجمهوريين، وقال لهم إن الأفضل قادم، ليؤكد بذلك على استمرارية مسيرته، وأنه على هذا الاتجاه سيمضي إلى الأمام، مثبتاً بذلك أحد مبادئه، وأنه على الرغم من كل الصعوبات التي وجهها، وبالرغم من خيبات الأمل التي صادفها، لكنه يشعر الآن بأمل كبير في تغيير البلاد. لقد استطع هذا الرجل العنيد أن يجدد إقامته في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات أخرى، والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا: ماذا ننتظر نحن العرب، من هذا الرئيس، بعد أن نصب بفضل الأصوات الأمريكيين ذوي الأصول العربية الذين يعلمون خطر الجمهوريين عندما يتسلمون مقاليد السلطة، ومما يعرفونه من تعاطف الرئيس الديمقراطي براك أوباما الذي جددوا فيه الثقة بعهدة ثانية؟ وبالتالي يتصدر قائمة السعي لترسيخ حل القضية الفلسطينيين أسمى التأملات العربية، الذي يرى فيها أوباما، أنه لا ينبغي لأحد أن يراوده شك في التزام الولاياتالمتحدة تجاه أمن إسرائيل، غير أن الفلسطينيين لن يحتملوا مواجهة مستقبل يخلو من الأمل، وأن السياسة الخارجية الأمريكية ستقوم على أولويات جديدة تقوم على أن العرب جوهر هذه القضية.