ماذا يمكن أن ننتظر من مرشح مثل باراك أوباما في حال فوزه بالرئاسيات الأمريكية، وهو الذي لم يخف دعمه المطلق سرا وعلانية للكيان الصهيوني؟ ففي رسالة وجهها للرئيس جورج بوش أكد المرشح الديمقراطي أوباما ضرورة الالتزام بأمن اسرائيل التزاما راسخا، معلنا أن الولاياتالمتحدة ستقف إلى جانب اسرائيل في الدفاع عن نفسها وأن بلاده ستقف مع هذا الحق في الأممالمتحدة وفي أي مكان. ولم يكتف أوباما بهذا الحد بل ذهب إلى الدعوة لوقف تهريب السلاح إلى قطاع غزة في الوقت الذي لم تتردد فيه الولاياتالمتحدة يوما في تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الترسانات العسكرية. وهو الذي يهدد منطقة الشرق الأوسط بأكملها بامتلاكه أربعة مفاعلات نووية وأكثر من 200 قنبلة انشطارية أصغر حجما وأشد فتكا من قنبلتي هيروشيما وناغازاكي. فبواسطة هذه الأسلحة ارتكبت اسرائيل أبشع المجازر في حق الأبرياء الفلسطينيين طالت حتى الأطفال الرضع، ومازالت بعنجهيتها تتلذذ بسفك المزيد من الدماء، زد على ذلك الإشعاعات المتسربة عن مفاعلاتها النووية القديمة التي تلحق الضرر بالعباد والبلاد. وأمام هذا الواقع كيف يمكن أن نأمل أن تغير الإدارة الأمريكية من موقفها ازاء اسرائيل، فمهما تباينت توجهات الجمهوريين والديمقراطيين ازاء بعض القضايا إلا أنها لن تختلف ازاء الحليفة اسرائيل، مما يجعلنا نقر بأن كل السياسات الأمريكية المتعاقبة للديمقراطيين والجمهوريين هي وجهان لعملة واحدة!