هر من خلال تسجيل مصور لمدبر الاعتداء الإرهابي على المنشأة الغازية »تيقنتورين« بعين أمناسيعود إلى الخميس الماضي، أن مختار بلمختار المكنى خالد أبو العباس، أمير كتيبة »الملثمون«، ومؤسس كتيبة »الموقعون بالدماء«، كان يشترط وقف الجيش الفرنسي لعملياته في مالي، وتحكيم الشريعة في إقليم أزواد، فيما كشف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي بأن الجزائر رفضت عرضا تقدمت به واشنطن لمساعدتها في معالجة أزمة الرهائن. أعلن مدبر عملية »تيقنتورين« بعين أمناس، مختار بلمختار، كل من الجزائر وفرنسا للتفاوض لإطلاق رهائن كانوا في قبضة »الموقعون بالدماء« قبل تدخل الجيش الجزائري، ، مقابل توقيف الحرب على شمال مالي، وعبر بلمختار في التسجيل يعود إلى الخميس المنصرم، وقال الأعور، وهو أحد »الجهاديين« المخضرمين على حد وصف الكثير من المتتبعون لملف الإرهاب: »نحن على استعداد للتفاوض مع الدول الغربية والنظام الجزائري بشرط توقيف العدوان والقصف على الشعب المالي المسلم، خصوصا إقليم أزواد واحترام خياره في تحكيم الشريعة الإسلامية على أرض أزواد«. وصرح بلمختار، بعدما نسب نفسه لتنظيم القاعدة، وهذا رغم انشقاقه عن الفرع المغاربي للتنظيم منذ فترة قصيرة، »إننا في تنظيم القاعدة نعلن عن تبنيا لهذه العملية الفدائية المباركة«، وكشف بأن عملية احتجاز الرهائن بالمنشأة الغازية »تيقنتورين« بعين أمناس قادها على حد وصفه »أربعون مجاهدا مهاجرين وأنصارًا من بلاد إسلامية شتى، بل وحتى من بلاد الغرب باسم الموقعون بالدماء«، مضيفا بأن الاعتداء جاء انتقاما من النظام الجزائري »لسماحه لمستعمر الأمس باستعمال أرضنا وأجوائنا لقتل أهلنا وإخواننا في مالي«، وواصل خالد أبو العباس يقول »أما بالنسبة للأمريكيين فنقول إننا على استعداد لمبادلة جميع رهائنكم عندنا مقابل إطلاق سراح الشيخ والعالم الصابر عمر عبد الرحمن وإرجاعه لأهله وذويه في مصر، ولو كان لدينا ألف منكم لفديناه بهم وفاء لعلمه وهجرته وجهاده، وأختنا الصابرة عافية صديقي فرج الله كربتها«. وظهر مختار بلمختار عبر الفيديو الذي نشره موقع »صحراء ميديا« الموريتاني يرتدي زيا عسكريا ودون عمامة، وقد انتصبت وراءه راية التنظيم الإرهابي المسمى »الموقعون بالدماء«، ويرجح أن الفيديو كان معدا للتوزيع قبل انتهاء العملية العسكرية التي شنها الجيش الجزائري على الخاطفين. وصرح أول أمس الأحد مايك روجرز، النائب الجمهوري ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، أن الجزائر رفضت عرضا أمريكيا للمساعدة في أزمة رهائن عين أمناس ومضت في عملية عسكرية قوبلت ببعض الانتقاد ل »تعريضها حياة الرهائن للخطر«، وقال مايك روجرز، النائب الجمهوري: »قرروا التعامل مع الأزمة بطريقتهم.. رفضوا تدخلنا أو الدول الأخرى التي لديها رهائن في اتخاذ القرار«. هذا فيما صرح وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أن العملية التي قامت بها قوات خاصة من الجيش في منشأة »تيقنتورين« النفطية كانت »مرضية ومسؤولة«، مضيفاً »العملية تمت بأقل الأضرار.. مما مكننا من تفادي كارثة ربما كانت تنتظرنا«.