أكد الدكتور محمد لعقاب المختص في الإعلام والاتصال، أن عبد الحميد مهري، قدم الكثير للجزائر، ويكفيه أنه هو من أنقذ الأفلان من الزوال، وهو من أعاد الحزب إلى الشعب والمجتمع، وعليه فقد دعا كل من عرفوا الرجل إلى المساهمة في جمع الشهادات الخاصة به وكل المخطوطات والمذكرات والمقالات، وتقديمها إلى مجموعة من الأساتذة في الإعلام والعلوم السياسية للعمل عليها واستخراج عصارة فكر الرجل، بهدف تأسيس منهج سياسي للتعامل مع الأزمات. أوضح الدكتور لعقاب خلال الندوة التي نظمتها »صوت الأحرار« بمناسبة مرور سنة على وفاة المجاهد والمناضل والسياسي الكبير، سي عبد الحميد مهري، أن وفاة الرجال العظام هي ميلاد جديد لفكرهم وبعث قوي لما جاؤوا به، وتساءل في هذا السياق، كممن رجل سياسي، مفكر، مبدع وغيرهم ممن لم يوفوا حقهم عندما كانوا على قيد الحياة، ولكن عندما توفوا وانتهت مبررات الصراع، أنصفهم الناس. وبالنسبة للدكتور لعقاب فإن الكلمة التأبينية التي ألقيت في جنازة الراحل سي عبد الحميد مهري، كانت بمثابة إنصاف للرجل الذي قيل إنه كان سباقا للحوار والمصالحة قبل السلطة نفسها. ومن هذا المنطلق، قال الدكتور لعقاب، أنا شخصيا أتمنى أنه بوفاة هذا الرجل أن يحيا فكره، مستندا إلى ما قاله العلامة والمفكر مالك بن نبي »إنه في وفاة بعض الرجال حياة لفكرهم«، ليؤكد أنه لا يجب أن تبقى أفكار مهري في الأدراج وإنما يجب أن يجمع كل ما قام به ومال أنجزه وما كتبه ليدرس ويستنبط منه فكر سياسي، هذا الفكر القائم على الحوار بدل المواجهة والذي قد يفيد ليس فقط في حل الأزمات الداخلية بل الإقليمية والإفريقية. واستطرد المتحدث، موضحا أن مهري كرجل سياسي قدم الكثير، وبالتالي لا يجب أن نتنكر لجميله، لقد قدم الكثير للجزائر والأفلان، ويكفيه أنه هو من أنقذ الأفلان من الزوال، وهو من أعاد الحزب إلى الشعب والمجتمع، ليجدد دعوته إلى كل من عرفوه إلى تقديم المخطوطات والشهادات الخاصة بهذه الشخصية لمجموعة من الأساتذة في الإعلام والعلوم السياسية للعمل عليها واستخراج عصارة فكر الرجل، بهدف تأسيس منهج سياسي للتعامل مع الأزمات. ويستذكر الأستاذ لعقاب، تلك الأيام التي جمعته بمهري رحمه الله، عندما كان صحفيا، حيث قال في هذا الصدد، كصحفيين كنا ننتظر ماذا يقول مهرين كان بيان المكتب السياسي لحزب جبهة التحرير الوطني ينزل في سطرين أو ثلاثة أسطر، لكننا كنا نكتب مقالات ومقالات حوله، بذهاب مهري في اعتقادي أننا نكون قد افتقدنا المرجعية السياسية والفكرية. وأضاف المتحدث، أن مهري في تصريحاته كان لديه تأسيس فكري وأنه برحيله نكون افتقدنا كذلك زاوية من زوايا المعالجة والنظر إلى الأحداث والوقائع، وافتقدنا قوة اقتراح، شخصية مميزة كانت لديها الشجاعة للتعبير على أفكارها، كان مهري يزرع الكلمات الطيبة، افتقدنا رمزا من رموز الجزائر ورمزا على الساحة العربية، كان له حضور في المؤتمر القومي العربي، إضافة إلى حضوره مغاربيا متمسكا بالوحدة المغاربية، يتكلم على مغرب الشعوب الذي اعتبره هدفا من أهداف الثورة الجزائرية.ال