اجتمع الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربى أمس، بمبعوث السلام الأممي العربي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي الذي يزور القاهرة حاليا، وذلك لبحث تطورات الأوضاع على الساحة السورية والجهود المبذولة لحل الأزمة. وقالت تقارير إعلامية إن الإبراهيمي أطلع العربى على نتائج جولاته الأخيرة في عدد من الدول العربية والأجنبية للدفع نحو حلّ للصراع الدائر في سوريا بين المعارضة والنظام والذي خلف أكثر من 60 ألف قتيل خلال ما يقارب السنتين. وكانت الجامعة العربية، قد أعلنت مؤخرا ترحيبها بالمقترح الذي قدمه أحمد معاذ الخطيب، رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، بشأن الاستعداد لفتح حوار مع ممثلين عن الحكومة السورية للاتفاق على ترتيبات المرحلة الانتقالية. ومن المقرر أن يعقد بالجامعة العربية اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم لمناقشة التقرير الذي أعدته بعثة الجامعة التي زارت مؤخرا دول الجوار السوري للوقوف على الاحتياجات الإنسانية للاجئين السوريين في هذه البلدان. من جهة أخرى، قال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، إن مراهنات بعض الأطراف التي تتدخل في الشأن السوري وصلت إلى طريق مسدود لذلك بدأت تعود إلى الحلّ السياسي الذي طرحته الحكومة في سوريا والتي لم تكن في يوم من الأيام مع أي حل إلا الحل السياسي. وأضاف المقداد في تصريحات له أن الاجتماعات والأحاديث التي تتم هنا وهناك هي انعكاس حقيقي للتحولات الإيجابية على الساحة السورية وتوصل الأطراف الخارجية بما فيها الدول التي تدعم الإرهاب إلى قناعة بالحل السياسي. وشدد المقداد على ضرورة وضع الحكومة في تركيا على قائمة الجهات الداعمة والمساندة للإرهاب بسبب تورطها بكامل أعضائها بما تعانيه سوريا من إرهاب عبر دعم الإرهابيين وإدخالهم إليها وتأمين السلاح لهم. وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن هناك أطرافا امتهنت الكذب حول ما يجري في سوريا وأرقامها عنها فيها الكثير من المغالطات ومنها الأممالمتحدة التي يجب على المسؤولين فيها الالتزام بميثاقها وعدم خدمة دول وأطراف معينة على حساب أطراف أخرى. وقال المقداد إن أصدقاء سوريا يريدون حل الأزمة فيها عبر الحوار الوطني بين أبناء شعبها ودون أي تدخل خارجي ويعملون لمنع الدول الأخرى من الانجرار باتجاه خلق حالة من عدم الاستقرار ستؤثر في محيطها وما هو بعده. إلى ذلك، أكد فتيالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الأممالمتحدة في لقاء مع قناة روسية، أن الولاياتالمتحدة تدرك خطورة تطور الأحداث في سوريا، لكن موقفها المعلن حول عدم قيامها بتسليح المعارضة لا يعفيها من مسؤولية ما يجري هناك. وقال تشوركين، إنه من المحتمل أن الولاياتالمتحدة بدأت تدرك قبل غيرها من حلفائنا الغربيين أن الأحداث تأخذ منعطفا خطيرا، بعد أن اتضح أن السيناريو الأصلي، أي الإطاحة بالأسد وانتصار الديمقراطية خلال شهرين، غير واقعي وبعيد عن الوضع الحقيقي في البلاد. وأضاف الدبلوماسي الروسي أن الولاياتالمتحدة دولة قوية جدا ذات نفوذ هائل في دول مثل قطر، وأن الأخيرة بالذات تعد حسب تقارير، يضيف تشوركين، مصدرا رئيسا لإمداد المعارضة المسلحة بالأسلحة ومصدرا لدعمها، وأضاف أنه لو انتهجت الولاياتالمتحدة سياسة صارمة في هذا الشأن، لاستطاعت استخدام تأثيرها على الدول التي تزود المعارضة السورية بالسلاح، مشيرا إلى أن تصريحات واشنطن بأنها غير متورطة في ذلك لا تبعد عنها المسؤولية الكاملة عما يحدث في سوريا وعما يصدر عن المعارضة المسلحة من تصرفات.