أكّد أمس، وزير الشؤون الدينية أبو عبد الله غلام الله في الملتقى الدولي الثالث حول دور النخب الدينية في تحرير الأوطان المنظم بجامعة السانيا بوهران، على دور الحركات الصوفية والظاهرة الرباطية في الحركات التحررية التي خلصت سواحل شمال إفريقيا والجزائر من الاحتلال. أبدى وزير الشؤون الدينية اهتماما بالمداخلات التي قدّمها باحثون من داخل الوطن ومن تونس والمغرب ومصر، بخصوص تحرير وهران من الإسبان سنة ,1792 مستشهدا بأحداث تاريخية حول المقاومة العربية الإسلامية في الجزائر ووقفوها أعلام الدين في وجه المدّ المسيحي، ودورهم في تحرير الأوطان، وجاء في المداخلات أنّه كما قال بن زرفة وابن سحنون مؤرخان لهذا الحدث الهام: فإن التحرير كان يطالب به الباي ويلح على ذلك بتسريح من الباشا الحاكم المركزي بالجزائر وصرف من أمواله الخاصة على هذه الحرب، كما عمّر المدينة، ونظمها إداريا وحوّلها إلى عاصمة البيلك الغربي ونظم الشأن الاجتماعي والتعليمي. وقد تكونت نخبة قدموا من الريف لمباشرة مهمة القضاء والفصل بين الناس والدفاع عن الوطنس، ملثما أكّد ذلك الدكتور بومدين بوزيد رئيس الملتقى وإطار بوزارة الشؤون الدينية مضيفا أن الرباطبوهران كان معترفا به على مستوى إقليمي حتى أن المغرب كان لا يعترف بعلماء الدين إلا إذا كانوا متخرجين من رباط وهران ومن رواده الشيخ المازوني، وجاء الملتقى الذي يحاول الربط بين الحركة الجهادية في القرن ال 17 و18 والحركة التحررية في القرن ال ,19 لإبراز دور الظاهرة الرباطية التي تدافع عن الثغور والحدود الساحلية، والتي كانت بتأطير من النخب الصوفية الطرقية التي عايشت سقوط غرناطة، فكان الانكسار النفسي والتاريخي الذي تجلى في حالة الأسى التي تعبر عنها الحالة الصوفية في نصوص تلت هذا السقوط، وأكّد باحثون أنّ الحركة الصوفية الرباطية شكلت خزانا وجدانيا ومعرفيا في قضايا التسامح والانضباط الاجتماعي والسياسي. ويعود تاريخ تحرير وهران من الاسبان وتعميرها في عهد الباي محمد بن عثمان الكبير، ليؤكّد مرّة أخرى الانتصارات من أجل فهم الحضارة الإسلامية الإنسانية في فهم الدفاع عن قيم السلم والأرض وحرية الرأي. وتطرق الملتقى الذي يدوم يومين كاملين بمناسبة الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، إلى عدة محاور هامّة وأكّد رئيس الملتقى بومين بوزيد ضرورة إعادة الاعتبار لمقبرة الطلبة الذين قضوا في تحرير وهران من الإسبان وهي مقبرة منسية بالسانيا دشنها الوزير غلام الله في السنوات الأخيرة لكنها بقيت مهملة