عادت وزارة الصحة وجمعيات المجتمع المدني من جديد إلى التحسيس بأهمية التبرع بأعضاء جسم الإنسان، من الحي إلى الحي، ومن الميت إلى الحي، وقد أشرفت أمس على انطلاق أبواب مفتوحة بالمعهد الوطني للصحة العمومية بالعاصمة، للتحسيس بالتبرع بالأعضاء، حضرتها عدة أطراف معنية، وبالمناسبة أكد المنظمون أن هذه الفكرة طرحت للنقاش منذ سنوات، وتمّ تبنّيها، وأنجز المختصون حتى الآن زرع 933 عملية زرع، وقالت الدكتورة راضية كريبة المختصة في علم البيولوجيا بالمؤسسة الاستشفائية لمكافحة السرطان بيار ماري كيري في العاصمة أن أهل الاختصاص فتحوا سجلا للراغبين في التبرع بالأعضاء في حياتهم. في إطار التحسيس بأهمية التبرع بالأعضاء، وتشجيع المواطنين على القيام بذلك، نظمت وزارة الصحة بالتنسيق مع جمعيا ت المجتمع المدني أبوابا مفتوحة حول هذا الموضوع بالمعهد الوطني للصحة العمومية في العاصمة، وأوضحت أن الهدف من هذه الأبواب المفتوحة على المواطنين هو من أجل تحسيسهم بأهمية هذا الفعل الإنساني، وما له من جوانب التضامن الهادفة أصلا لإنقاذ حياة المرضى، الذين هم في حاجة ماسة إلى زرع أعضاء جدد. ومن أجل تشجيع المواطنين على التبرع بأعضائهم، وهم على قيد الحياة، كما وهم أموات، قالت الدكتورة راضية كريبة، المختصة في علم البيولوجيا بالمؤسسة الاستشفائية لمكافحة السرطان بيار ماري كيري في العاصمة: إنه تمّ فتح سجل للراغبين في التبرع بالأعضاء والنسيج والخلايا وهم على قيد الحياة، أو بعد وفاتهم، وأوضحت أن فكرة إنشاء جمعية وطنية لتحسيس المواطنين بالتبرع بأعضائهم طُرحت منذ سنوات، ونضجت عقب مشاورات واسعة مع العديد من المختصين في مختلف المستشفيات الجامعية. وقد تجسدت خطواتها الأولى، ومن بين ما ذكرته الدكتورة راضية كريبة، أن الجزائر تمكنت منذ الاستقلال حتى الآن من زرع 933 عضو، 98 بالمائة منها تبرع بأعضائها أشخاص أحياء لمرضى، وتبقى عمليتان: واحدة أُجريت في مستشفى قسنطينة سنة ,2002 وأخرى في مستشفى البليدة سنة 2010 ، وقد تم نقل العضو فيهما من شخصين ميّتين إلى مريضين، إضافة إلى عملية زرع الكبد التي تمت بالمؤسسة المتخصصة في مكافحة السرطان بيار ماري كيري في العاصمة سنة 2003 . أما فيما يخص زرع قرنية العين، فقالت أنه على المستوى الوطني تمّ تسجيل أزيد من 6000 قرنية، استوردت من الولاياتالمتحدةالأمريكية بين سنتي 2001 و.2012 وفيما يخص عمليات زرع النخاع العظمي، قالت أن أول عملية في هذا الشأن سُجلت سنة 1998 بالمؤسسة المتخصصة في مكافحة السرطان بيار ماري كيري في العاصمة، كما قامت المؤسسة الاستشفائية بوهران بمبادرة مماثلة سنة ,2010 ليصل حتى الآن مجموع عمليات زرع النخاع الشوكي أزيد من 1600 عملية . وأكدت من جهتها الدكتورة ليديا بلحوسين المختصة في أمراض الكلى بالمؤسسة الاستشفائية أسعد حساني ببني مسوس، أن الدولة بذلت مجهودات كبيرة لوضع الأطر القانونية اللازمة في مجال زرع الأعضاء، كما أن وزارة الشؤون الدينية اجتهدت في تقديم فتوى دينية في هذا الأمر، وقد دعت من جهتها إلى العمل على تغيير الذهنيات في المجتمع، وتشجيع هذا العمل الخيري التضامني. وحسب أحد المختصين الآخرين، فإن التقدم في توسيع دائرة عمليات الزرع يتوقف أساسا على ما يتوفر من أعضاء من الأحياء، وهؤلاء الأحياء حتى الآن بحاجة إلى تحسيس أكبر، وتوضيح المنافع الكبرى لهذه العمليات، وكافة جوانبها الدينية، التي هي رغم فتوى وزارة الشؤون الدينية تبقى بحاجة إلى تفسير أكبر وشرح متواصل في وسائل الإعلام المختلفة من قبل أهل الاختصاص، ورجال الدين.