أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة، أمس، عدم وجود مشاكل بين الجزائر والمغرب، مشيرا إلى أن الموقف الجزائري الداعم لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي ينسجم مع مبدئها الثابت في دعم كل قضايا التحرر في العالم. أوضح ولد خليفة خلال استقباله لقافلة الاستقلال التي تضم 70 شابا من أفراد الجالية الوطنية المقيمة بفرنسا عقب عودتها من زيارة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف بمقر المجلس الشعبي الوطني، وبحضور رئيس اللجنة التضامنية مع الشعب الصحراوي محرز العماري، أن الجزائر ليس لها أطماع في الصحراء الغربية، ليرد بذلك ضمنيا على المزاعم المغربية والحملة الشرسة الأخيرة التي جاءت على لسان الوزير الأول المغربي عبد الإله بن كيران، مجددا الموقف الجزائري الثابت لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره. في هذا السياق، عاد رئيس المجلس الشعبي الوطني للتذكير بوقوف الجزائر إلى جانب حركات التحرر في العالم على غرار الفيتنام، رافضا أن تكون الصحراء العربية عائقا في وجه العلاقات الجزائريةالغربية، معتبرا إياها تاريخية.ولم يفوت رئيس الغرفة السفلى للبرلمان الفرصة ليدعو أفراد الجالية الوطنية إلى مد جسور الترابط مع الوطن الأم مع احترام قوانين البلد الذين يعيشون فيه، مشيرا إلى الخيرات التي تزخر بها الجزائر، واصفا إياها ب»القارة«. وبالمناسبة، قدم ولد خليفة صورة تذكارية ترمز لعراقة الجزائر إلى القافلة. وبدوره، قاسم رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الجزائرية الفرنسية بلقسام بلعباس، نفس نظرة ولد خليفة، ليبرز أن الجزائر لطالما احترمت الحدود مع المغرب والصداقة التي تربط بين البلدين، مشيرا إلى قضية غلق الحدود التي تتحمل المملكة المغربية التي كانت تتهم الجزائر آنذاك بتصدير الإرهابيين مسؤوليتها . وعاد رئيس ذات اللجنة في كلمته للحديث عن العزلة التي كانت تعاني منها الجزائر سنوات التسعينيات من القرن الماضي أين كافحت ظاهرة الإرهاب بمفردها، مشيرا إلى الاعتداء الأخير الذي استهدف موقع الغاز بتقنتورين بعين أمناس بولاية اليزي، مشيدا باحترافية الجيش الشعبي الوطني. وانتقد بلعباس ما يسمى بثورات »الربيع العربي«، وقال إن الديمقراطية أصبحت تحمل على الطائرات، ليشير إلى تخريب بلدان بأكملها وانتشار السلاح بشكل فوضوي، مستدلا بحجز أطنان من السلاح في مالي. وذكر بلعباس بجدولة القضية الصحراوية ضمن لجنة تصفية الاستعمار الأممية، وراح يشرح تفاصيل الصراع بين المغرب والبوليساريو منذ ,1975 وعرج على اتفاقية مدريد ، ليتحدث عن الجهود الأممية لحل هذا الصراع في ظل تعيين المبعوث الشخصي سنة 2009 وزيارته إلى المنطقة قبل شهرين. وفي تدخلها، دعت نائب عن منطقة الشمال أفراد الجالية إلى حمل مشعل السلف الذي حارب ضد الاستعمار، وأوضحت أن الجزائر تدافع عن قيم نبيلة، مشيرة إلى المعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي في مخيمات اللجوء.من جانبه، طالب ممثل عن الجالية الوطنية بن زرقة يفري بتفعيل المجلس الاستشاري للجالية الوطنية، لتمكين المهاجرين من الإسهام في التنمية الوطنية، مذكرا بدور الجالية في الحرب التحريرية من خلال فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا.