أكد منتدى رؤساء المؤسسات أن الجزائر قد تتوصل إلى إنتاج يصل إلى 80 بالمائة من حاجياتها من الحبوب والحليب في غضون السنوات العشر المقبلة شريطة أن يعمل المنتجون الزراعيون بكثافة في مرحلة ما قبل الفلاحة. أفاد المنتدى في تقرير له يلخص الإجراءات التي تم اقتراحها خلال ملتقى نظم حول الأمن الغذائي، والذي درس المشاركون فيه البرامج الممكن اعتمادها للحد من التبعية الغذائية من حيث الحبوب والحليب أن الهدف الشامل المتوخى يتمثل في مضاعفة المستوى الحالي للإنتاج الوطني للحبوب والحليب في غضون سبع إلى عشر سنوات. وحسب المنتدى يجب وضع سياسة صارمة موجهة نحو المؤسسة مصدر الثروة التي تستحدث مناصب شغل منتجة ودائمة ومن ثمة الإسهام في التنمية المستدامة، و فيما يتعلق بتطوير الإنتاج بما يحقق الاكتفاء الذاتي من الحليب اقترح المنتدى تزويد البلد ب60 ألف بقرة منتقاة وبلوغ مردود 6000 لتر للبقرة الواحدة سنويا. أما بالنسبة للحبوب يقترح المنتدى توسيع مساحات الإنتاج نحو الهضاب العليا و الجنوب من خلال تطوير أنظمة الري على صعيد أكبر وتقليص فترات الاستراحة، واعتبر رئيس منتدى رؤساء المؤسسات رضا حمياني أن الحبوب والحليب تمثل 50 بالمائة من واردات الجزائر الغذائية بحيث انتقلت الفاتورة الإجمالية من 3ملايير دولار في 2002 إلى 9 ملايير دولار في 2012. و يكلف فرع الحليب الخزينة العمومية معدل 46 مليار دينار سنويا 27 مليار دينار منها في إطار دعم الدولة لمسحوق الحليب المستورد كل سنة ، وقال حمياني في هذا الخصوص أن هذا يجب أن يدفعنا إلى التساؤل حول ما إذا كان هذا يتوافق مع حاجياتنا الحقيقية لأنه يجب التمعن عن كثب في مسألة تسرب المنتجات المدعمة في الحدود وتغيير وجهتها الأولية، مضيفا أنه يجب التحرك وبحث القدرات الصناعية الغذائية التي نتوفر عليها مع اقتراح اجراءات تسمح بتحقيق مردود يخدم مصالحنا. هذا ونوه وزير الفلاحة رشيد بن عيسى بالوعي الفعلي الجماعي لمسألة الأمن الغذائي والأهمية التي يوليها اليوم الصناعيون للمراحل الأولية لقطاع الفلاحة في الجزائري، قائلا الوزير »أنه يجب على الصناعيين أن يهتموا بالمراحل الأولية من خلال تقديم التقنيات والتكنولوجيا من أجل تأطير أفضل للنشاط الفلاحي«، وذكر بأنه بعد تسوية المشاكل الجوهرية للفلاحة لا سيما المتعلقة بالعقار والتمويل يبقى هامش التقدم كبيرا مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بنداء قوي للاستثمار في الفلاحة و الصناعة الغذائية وهما مجالان مرتبطان. من جهته أكد رئيس المجلس المهني المشترك للحليب محمود بن شكور أنه يجب على الصناعيين الكف عن تصويب النظر نحو الميناء والتكفل بمشاكل المربيين وحاجياتهم، وقال أن المربي والصناعي لهما مصير مشترك بحيث تبقى استمرارية الأول مرهونة بالثاني.