يبدو أن الحركات الاحتجاجية بدأت تأخذ طابعاً دورياً بتكرار المشهد الاعتصامي أسبوعيا في كبرى ولايات الجنوب، وذلك بعد مرور حوالي شهرين على اشتعال المظاهرات والاحتجاجات عبر عدة مناطق، وهو ما أدى بقيادات حزبية إلى التحذير من »تسييس« مطالب سكان هذه المناطق التي تبرأ شبابها من كل أشكال العنف والتخريب التي مست العديد من المرافق العمومية والخاصة، مشددين من جهة أخرى على تشبثهم بمطالبهم التي انتقدوا بشأنها التأخر غير المبرر في تطبيق إجراءات الحكومة المقررة منذ قرابة الشهر، خاصة ما تعلق بقضية التشغيل. اعتصم عشرات العاطلين من العمل بولاية ورقلة أمس الأول ، في حركة احتجاجية جديدة، تنديدا بما أسموه حالة التهميش التي يعانون منها، مؤكدين من جهة أخرى نفيهم بشأن وجود تنسيقية أو لجنة ممثلة عنهم، وهم يتبرؤون من مجموعة الشباب التي اجتمعت بوالي ورقلة الأسبوع المنصرم. وتأتي هذه الوقفة السلمية للرد على الاتهامات التي تحملهم مسؤولية الوقوف وراء أحداث الشغب الأخيرة التي شهدتها مدينة ورقلة ومناسبة أيضا لتذكير الحكومة بوعودها إزاء البطالين كما أوضح منظمو هذه الحركة السلمية، وندد وتبرأ المشاركون في هذه الوقفة السلمية من كل أشكال العنف والتخريب والحرق والنهب التي مست العديد من المرافق العمومية والخاصة بمدينة ورقلة. وبعد أن دعا المشاركون في بيانهم إلى ضرورة تحكيم العقل وعدم الانجرار نحو العنف والتأكيد على سلمية الحراك الذي يخوضه شباب المنطقة طالبوا والي الولاية بفتح باب الحوار مع ممثلي الشباب البطال وتجدر الإشارة إلى أن المشاركين في هذه الوقفة السلمية التي لم يسجل خلالها أية أحداث قد تفرقوا من تلقاء أنفسهم في وسط أجواء تميزت بالهدوء عودة الهدوء تدريجيا إلى معظم أحياء مدينة ورقلة بدأت الحياة العادية تعود تدريجيا إلى الشوارع والفضاءات العامة بمدن ورقلة بعد أن باشرت مصالح البلدية وبعض مجموعات من الشباب من سكان بعض الأحياء حملة تنظيف واسعة لإزالة مخلفات هذه الاحتجاجات من على الطرقات والشوارع الرئيسية للمدينة، بعد أن تعرضت عدة هياكل عمومية خلال هذه الاحتجاجات الى التخريب من بينها الوكالة التجارية للمتعامل العمومي »موبيليس« ومقر الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، المحشر البلدي، وحدة المؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت ومصالح إدارية تابعة لدائرة ورقلة. من جهتها حذّرت أحزاب جزائرية في غضون ذلك، من تسييس مطالب سكان جنوب الصحراء، وحمّلت السلطة الجزء الأكبر من مسؤولية الاحتجاجات التي تشهدها مناطق عدة في الجنوب مع الإسراع في تنفيذ لمطالب المحتجين عبر كافة ولايات الجنوب بجملة القرارات التي استجابت من خلالها الحكومة، اذ يترقب المطالبون بالعمل تجسيدها على أرض الواقع في أقرب وقت وحملت التعليمة الصادرة عن الوزير الأول عبد المالك سلال عدة قرارات من شأنها امتصاص البطالة وفتح باب التشغيل على مصراعيه أمام شباب الجنوب، خاصة في الشركات البترولية، وذلك بغرض الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي على مستوى هذه المناطق. والي اليزي :التحقيق سيأخذ مجراه. بخصوص المواجهات التي شهدتها مدينة اليزي أكد والي ولاية إليزي على ماضوى أمس الأول أن التحقيق سيأخذ مجراه بخصوص المواجهات التي شهدتها المدينة بين عناصر من قوات الشرطة و مجموعة من الشباب. وأوضح والي الولاية خلال اجتماع طارئ عقده على خلفية هذه الأحداث مع مجموعة من الشباب وأعضاء الهيئة الأمنية بالولاية وكذا أعيان المنطقة أن الأمور متحكم فيها لحد الآن مضيفا أن هناك تجاوبا كبيرا بين هؤلاء الشباب والسلطات المحلية من أجل وضع حد لهذه الأحداث. وأكد الوالي انه سيفتح تحقيقا معمقا لمعرفة ملابسات هذه الأحداث وستأخذ هذه القضية مجراها القانوني بعد أن شهدت مختلف أحياء مدينة إيليزي منذ ليلة الأربعاء المنصرم اشتباكات بين عناصر من الشرطة ومجموعة من شباب المدينة على خلفية شجار وقع بين شاب وعون أمن. وتعود أسباب هذه الاشتباكات من مجموعة من المواطنين إلى وقوع شجار بين شاب من المنطقة كان في حالة سكر وعون أمن بإيليزي حيث تعرض هذا الأخير إلى كسر على مستوى اليد مما أدى إلى خروج عدد كبير من عناصر الشرطة بالزي المدني من مقر سكناهم المحاذي لمكان الحادثة . وقال ماضوي أن المصالح الولائية ستعمل كل ما في وسعها من أجل إسترجاع الأمن والطمأنينة لشوارع إيليزي داعيا الشباب الغاضب إلى ترجيح لغة العقل والعمل للوصول إلى حلول مجدية عن طريق الحوار وفتح المجال للجهاز القضائي للقيام بمهامه بشأن هذه المسألة. ومن جانبه نوه رئيس المجلس الشعبي لولاية إيليزي بلال منصوري بدرجة الوعي العالية التي تحلى بها هؤلاء الشباب لعدم توسيع دائرة الاشتباكات داعيا إياهم إلى الحفاظ على أمن المدينة والعودة إلى أحيائهم، كما دعا الحاج عبد القادر ملاخ أحد أعيان مدينة إيليزي الشباب إلى الحفاظ على أمن وطمأنينة المنطقة والوطن بصفة عامة وكذا الحفاظ على كل المكتسبات التي دفع من أجلها جيل الأمس النفس والنفيس من أجل أن يعيش جيل اليوم في رخاء ورقي.