في جلسة وبحضور غفير للجمهور إحتضن المركز الثقافي الفرنسي في الجزائر العاصمة أول أمس وفي إطار برنامج نشاطاته الثقافية ندوة أدبية تناولت موضوع » الغياب والغير قابل للإصلاح « نشطها كل من الأديب الجزائري المقيم بفرنسا لروائي أنور بن مالك والكاتبة الفرنسية دانيال روسوليير وقام بإدارة الجلسة الأدبية الناقد في صحيفة ليبراسيون الفرنسية فيليب لونسون. أشار الروائي أنور بن مالك أنه من خلال روايته » لن تموتي أبدا في الغد « الصادر ضمن منشورات فايارد الفرنسية الشهيرة أراد من خلاله أن يسترجع ذاكرة والدته التي توفيت وآلمه ذلك الشعور بالفقدان كثيرا فقرر أن يعترف لها بكل شيء لم يبحه لها وهي حية ويقول لها ما عجز عن التعبير عنه من حب واشتياق واعترف الروائي أنور بن مالك صاحب رواية الضجة » آه ماريا « أنه لم يعترف لأمه بالحب ومشاعره التي تفيض حنينا وحبا وندم على ذلك كثيرا وهذه السلوكات بمعنى عدم الإعتراف وإطلاق تسميات مثلا » العجوز « عن الأم وعدم إعتراف الأبناء بحبهم للأم وهي على قيد الحياة راجع إلى التركيبة النفسية للجزائريين الذين يرفضون البوح بمشاعرهم ويكبتونها ، وتناول الروائي مفاهيم الغياب وهي لب وفي صميم روايته الجديدة حول والدته الراحلة حيث يتألم الكاتب كثيرا وبعنف لرحيل الأم نبع الحنان والعطف » أنت يا أمي غيابك أفرغ قلبي « والمستحيل والغير قابل للإصلاح هو الحب الذي لم يتم الإعتراف به في أوانه وتبادل المشاعر بين ألأم وابنها الذي لم يتم والذي لن يتم أبدا وذلك شعور لن يبرح ذاكرته أبدا من جهته تحدثت الروائية الفرنسية دانيال روسولييه عن كتابها » وحدها يوميات الحزن « الصادر عن منشورات ليوش ير سنة 2012 عن وجه غياب الأم وفقدها واعترفت لها بعد فوات الأوان » ماتت دون أن تعرف أنني أحبها ..لقد مر الوقت دوما مر الوقت « وخاض الثنائي الإبداعي دانيال روسولييه وأنور بن مالك بالتحليل في مستويات محور المناقشة وفككا أسئلة جدوى الكتابة للخروج من المحنة وهل تستطيع تعويض الغياب ؟؟وهل بإمكانها أن تصلح الأشياء والأعطاب ؟؟ كعلاج نفسي للتخفيف من وطأة الفقد والغياب.