طالب أمس نوار العربي المنسق الوطني لنقاب المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني (كناباست) بإعادة النظر في البرامج الدراسية وتخفيفها، وأوضح أن هذه مسؤولية المختصين في التربية والسياسيين، وليست مسؤولية النقابات، مجددا في نفس الوقت تأكيده على تمسك نقابته بالإبقاء على 18 ساعة عمل للأستاذ الثانوي أسبوعيا، ويرفض رفضا قاطعا أن ترفع إلى 24 ساعة، لأنه يرى أن في ذلك إجحاف في حق الأستاذ. قال أمس نوار العربي ل »صوت الأحرار« أنه على وزارة التربية أن تقوم بمراجعة وتخفيف البرامج المدرسية الحالية المقررة، من حيث مضامينها، وأحجامها، فهي ليست قرآنا، وهذه المراجعة حسب ما أوضح، ليست من صلاحية النقابات، بل من صلاحية المختصين والسياسيين، لأنهم مثلما أضاف هو الذين يقررون نوعية البرامج، والمواد التي تدرس، وهو بهذا يريد أن يدفع بوزارة التربية الوطنية إلى القيام بهذا الأمر، قبل الوصول إلى إقرار التنظيم الدراسي المقترح مناقشته ودراسته قبل الشروع في تطبيقه السنة المقبلة. وما يلاحظ هنا أن وزارة التربية ليست ضد هذا الطرح، لأنها هي الأخرى ترى في أن البرامج والمناهج الحالية حتى بعد التخفيف والمراجعة التي طالتها هي بحاجة ماسة إلى مراجعة وتخفيف آخرين، وهو ما أبدى وزير التربية حرصا كبيرا بشأنه، حيث كان أعطى الضوء الأخضر لأهل الاختصاص في التربية، والحرية الكاملة من دون أية ضغوط أو توجيهات فوقية من أجل مراجعتها وتخفيفها من جديد، وخص بهذا الأمر الوحدة الأخيرة في العلوم الفيزيائية لأقسام البكالوريا، ومقررات المرحلة الابتدائية، التي اشتكى الأولياء والتلاميذ من كثافتها الزائدة حتى بعد مراجعتها السابقة. وفيما يخص التنظيم الدراسي الجديد الذي سيطبق بداية من الدخول المدرسي المقبل، قال نوار العربي أنه لو تم فيه تطبيق خيار يومين راحة في الأسبوع مع 45 دقيقة لكل حصة درس لكان أفضل، والمشكل هو في القانون الذي يمنح يومين عطلة، ويمكن أن تكون هناك صعوبة في تدريس التلاميذ 34 ساعة المقررة. وبخصوص خيار ال 45 دقيقة الذي لا يرى فيه البعض الخيار الأفضل، قال نوار العربي هم كانوا يريدون (يقصد هنا الوزارة) تبني45 خيار دقيقة، وهذا معمول به في العالم كله، وقد بنوا هذا الخيار على مصلحتي التلميذ والأستاذ، بحيث أن ما كان يدرسه التلميذ في أربع ساعات بأربع حصص، يصبح يدرسه في ثلاث ساعات بثلاث حصص، ويبقى الأستاذ يدرس 18 ساعة أسبوعيا، ونحن من الآن نرفض أن يدرس الأستاذ 24 ساعة في الأسبوع. وعن الأسباب التي جعلت وزارة التربية ترجيء تطبيق التنظيم المدرسي المقترح الخاص بالسنة المقبلة، قال »أظن أن الوزارة أرجأت تطبيقه إلى السنة الدراسية 2010/2011، لأنه يتطلب مناصب مالية أخرى، زيادة عما هي عليه الآن، وهذا بدوره يتطلب زيادة في ميزانية وزارة التربية«. ويرى نوار العربي أن الرجوع إليه في السنة المقبلة أمر ضروري، لأن الطريقة التي ستطبق مع الدخول المدرسي المقبل فيها تعب كبير للتلاميذ والأساتذة، فحين توزع ساعات الخميس يصبح التلميذ يتلقى 8 ساعات يوميا، وبالتالي حين يتم اعتماد توقيت 45 دقيقة يكون أفضل. وضرب نوار العربي مثلا على البلدان التي تطبق نظام ال45 دقيقة، بدولة الإمارات العربية، وقال أنه نظام ناجح، ولنا زملاء يدرسون هناك، وحكومة الإمارات الآن تسعى لتطبيق نظام ال 18 حصة، لا نظام ال 18 ساعة.