نجحت أمس خمس نقابات في الصحة وعمادة الأطباء في تنظيم أكبر وأضخم تجمع احتجاجي، على مستوى مستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، حيث تجمهر ما يزيد عن 15 ألف بين أطباء وأخصائيين وممرضين وأساتذة استشفائيين جامعيين، رددوا بصوت واحد “لا لسياسة ولد عباس” مستنجدين بتدخل رئيس الجمهورية للحد من تعسفات الوزير، وعبثه في البت في الملفات الثقيلة دون استشارة الشركاء الاجتماعيين، أهمها الخريطة الصحية، والقوانين الأساسية، وسط تطويق أمني مشدد طرف قوات الأمن خوفا من مسيرات ومظاهرات تخرج إلى الشارع. حضور قوي، وتاريخي، عرفه التجمع الاحتجاجي الذي توحدت من أجل إنجاحه خمس نقابات في الصحة وعمادة الأطباء الجزائريين، بعد أن ضاقت بها السبل في تحقيق مطالبها بصفة فردية، حيث عمدت كل من النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية والنقابة الوطنية للممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية، والنقابة الوطنية للأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، النقابة الوطنية للأساتذة والدوسانت في العلوم الطبية، والنقابة الجزائرية لشبه الطبي وكذا العمادة، توجيه رسالة إنذار إلى الوزير جمال ولد عباس، تحذره من مغبة تجاهل الشركاء الاجتماعيين في القرارات المصيرية التي تخص قطاع الصحة العمومي. وجاء الأطباء والممارسون الأخصائيون والممرضون والأساتذة الاستشفائيون الجامعيون من مختلف ربوع الوطن، ليعلنوا رسميا عن ميلاد تنسيقية وطنية لنقابات الصحة، تتكفل بالعمل على التصدي لسياسة وزير الصحة الحالي، التي تتجاهل كل تمثيليات عمال القطاع، بل الأدهى من ذلك حسب نقابيي الصحة، أن هذه السياسة راحت رفقة أشخاص تعبث بأهم شيء في القطاع وهو الخريطة الصحية، التي هي بصدد الإفراج عنها دون استشارة المهنيين الحقيقيين. ورفع ما يزيد عن 15 ألف موظف بالصحة شعارات برحيل ولد عباس، مستنكرين قراراته خلال ترديدهم شعار “يا للعار يا للعار وزارة بلا قرار”، و”قانون الصحة باطل”، كما طالبوا بتنحية عبد المجيد سيدي سعيد من رأس الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي عاث فيه فسادا، في الوقت الذي أجمع كل رؤساء النقابات التي دعت إلى الاحتجاج، الدكتور يوسفي، وجيجلي، ومرابط، وبقات، وغاشي لوناس، على أن وزير الصحة ساهم في توحيدهم، بقمعه النقابات ورفضه الحرية في الإضراب عبر لجوئه في كل مرة لأروقة العدالة لإجهاضه، آخرها كانت مع إضراب شبه الطبيين الذي يتواصل إلى الوقت الراهن، حيث استعمل أسلوب التهديد لكسره والضغط على المضربين. ودعا رؤساء النقابات والعمادة تدخل رئيس الجمهورية بسرعة لإنقاذ قطاع الصحة العمومية الذي دخل مرحلة الاحتضار، محذرين من احتجاجات في أخرى قريبا، إذا لم يتم فتح الحوار، وإشراكهم في كل القضايا المهمة والمصيرية. وقد انتهى الاحتجاج بوقفة صمت ترحما على كل شبه الطبيين الذين ماتوا شهداء عملهم في المستشفيات، آخرهم وفاة ثلاثة عمال بعد إصابتهم بأمراض معدية.