يعدّ تحفة معمارية أخاذة يطل من أعالي هضبة المدنية بالجزائر العاصمة يرتبط بتاريخ الثورة المجيدة، رياض الفتح تلك المؤسسة التي تستقبل يوميا زوارا من داخل الوطن وخارجه للتعرف عنه عن كثب،لكن في السنوات الأخيرة عرف تراجعا من حيث استقطاب الجمهور الذي لا يزال يحن لمختلف المواعيد التي كان يحتضنها. في حوار جمع » صوت الأحرار« بالمدير العام للمؤسسة عبد النور بوخاتم ، كشف لنا عن مشاريع الديوان، سيما منذ توليه الادارة مؤخرا، مؤكدا على ضرورة استرجاع مكانة المؤسسة من أجل تعويد المواطن على زيارة هذا الفضاء نحتفل بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، ماهو البرنامج المسطر لهذه المناسبة؟ ونحن نحتفل بطبيعة الحال بالذكرى الخمسون لاسترجاع السيادة الوطنية ، سطرت وزارة الثقافة برنامجا خاصا ومكثفا يشمل جميع المجالات الفنية والثقافية ورياض الفتح كان له نصيب من هذه البرمجة التي انطلقت السنة الفارطة، حيث مشينا في تطبيقها عند تولينا إدارة رياض الفتح أين حققنا قسطاً كبيرا من البرمجة وحاليا متواصلة عبر التراب الوطني من خلال دورات فنية بالتنسيق مع مدريات الثقافة شاركوا فيها العديد من الفنانين، وشطر آخر يقام هنا برياض الفتح إذ تم منح الديوان غلاف مالي تكميلي ليجسد الشطر الثاني من البرمجة الفنية والثقافية التي سيكون خلال الأشهر المتبقية من سنة .2013 ونعمل على أن يكون هناك برنامج كبير وثري شامل جدا يشمل عروض فنية مسرحية، حفلات ، معارض، بث افلام سينمائية، وغيرها. منذ توليكم إدارة ديوان رياض الفتح هل تعتبرونه تحدي كبير ومسؤولية ثقيلة بعد ما حل بهذه المؤسسة ؟ بكل تواضع ، لمّا نتكلم عن المُهمة التي أُوكلت إليا هي في الحقيقة عملية تخدم وصالحة للمؤسسة قصد تسوية الملفات العالقة بالمركز ، التنظيم الداخلي للمؤسسة ،إلى جانب وضع هياكل للمصالح المكلفة خاصة التي تتعلق بالبرمجة الثقافية لأنّ فرع البرمجة من النقاط المهمة والحساسة التي سنوليها اهتماماتنا حيث يتركز عليها نشاطات رياض الفتح المتبقية بفروعها المختلفة كالصيانة، والنشاط التجاري قصد إعادة إدراج المواطنين ليعودوا ويتعودوا على زيارة رياض الفتح .ونحن على أبواب العطلة وفصل الصيف وشهر رمضان المبارك نعمل على جعل الديوان في مركز اهتمام المواطن على مستوى العاصمة وخارج العاصمة من أجل أن يجد المواطن ما يليق به من برنامج ثقافي، فنى وترفيهي حسب ذوقه. الكثير يسمع عن مؤسسة رياض الفتح لكن في الحقيقة يجهلون دورها ، لماذا الفكرة لم تتضح لدى الذهنية الجزائرية؟ في السابق ،المؤسسة كانت تشتكي من ضعف الاتصال وهذا الضعف ليس فقط رياض الفتح الذي يشتكى منه، هناك موقع الكتروني لبعض المؤسسات تجده ليس يومي والمواطن كثيرا ما يدخل لباب المؤسسة للتعرف عليها أكثر حيث يتساءل عن المعلومات التي هو بحاجة اليها وقد يجدها ناقصة كالمعلومات الادارية ونحن من بين الاشياء التي أردنا تجسيدها حيث سنصادق عليها وهو الموقع الالكتروني لرياض الفتح ويتوازن معه موقع الفايسبوك لأنه يدخل في الشبكة الاجتماعية وهذا كي نتمكن من تبادل الآراء مع المواطنين لجمع الاقتراحات وأخذ بآرائهم بعين الاعتبار وهذا للتأكيد على أننا نحترم جميع طلبات المواطنين. كما نحاول بقدر الإمكان أن نرقى الإنتاج الثقافي من أجل المواطن ليستطيع أن يستهلك المنتوج الثقافي الراقي وليس الرذيلة سواء من أفلام ، موسيقى، سيما المسرح الذي يُعتبر أب الفنون لأنه يهذب النفس ، وقد دعمنا بهذا الخصوص فرع الاتصال في المؤسسة من خلال توظيف اطارات كفئة لها خبرة في ميدان الاتصال سيما الاتصال المؤسساتي هذا للتقرب من المواطن ، كما سيجد الزائر لموقع المؤسسة جميع المعلومات التي يحتاجها المواطن سواء بالداخل أو الخارج، وبهذا أكيد ستتضح له الفكرة أكثر عن هذه المؤسسة العريقة سابقا ، كان هناك تقصير في إدارة المؤسسة رغم ما يمكن أن تقدمه لتمثيل الثقافة الجزائرية على الصعيد العربي و العالمي من خلال مختلف التظاهرات التي احتضنتها، لماذ؟ لا يخف عليكم أن رياض الفتح يحتضن العديد من المهرجانات ذات بعد عالمي، منها مهرجان الموسيقى الشعبي ، مهرجان القناوي ، المهرجان الدولي صيف الجزائر الموسيقي والمهرجان الدولي لموسيقى الديوان ، المهرجان الدولي للشريط المرسوم، وغيره، وهذه المهرجانات والتظاهرات ذوى صمعة عالمية وهذا مكسب للمؤسسة، ونعمل على الحفاظ على عالمية هذا الصرح من خلال إدراج تظاهرات تكملية له. هل ممكن أن نعرف من هو المسئول على الوضعية التي عرفها ديوان رياض الفتح في السنوات الماضية، خاصة بما يتعلق بعزوف المواطنين على زيارة مختلف مرافقه، مع العلم انه يقع في مكان استراتيجي هام ويطل على خليج الجزائر؟ بكل نزاهة لا أريد الحديث عن الذين تولوا المناصب السابقة وبكل تواضع أقول» ها أنا ذا « من سبقني يتحمل مسؤوليته أمام الدولة وأمام المحيط والمواطن. فأحاسب شخصي أولا على ماذا سأقدم للمؤسسة في المستقبل القريب ،كل مسؤول له ظروفه وله رؤيته الخاصة في إدارة المؤسسة وتولي مهامه. وأعمل على أن أكون في رضى المواطن والزائر والمؤسسة بحد ذاتها. لعلمكم، رياض الفتح مر بثلاث مراحل ، مرحلة الانشاء والاستلام حيث عرف آنذاك برمجة ثقافية ثرّية ، لتأتي مرحلة الركود أثناء الأزمة التي مرت بها البلاد ، ثم مرحلة إعادة لم شمل وترميم المؤسسة، والآن مرحلة إعادة وهيكلة المؤسسة ووضعها في المسار الصحيح واعادة الأمور إلى مجراها لتسترجع المؤسسة الوظيفة الحقيقية الخاصة بها في المجتمع لتخدم أولا وقبل كل شيء المواطن والثقافة ولتقدم صورة حسنة للهياكل الثقافية الجزائرية الهامة بإعتباره يعد الأول وأهم مكان للإشعاع الثقافي المتميز والمتنوع ، فالزائر يجد في المؤسسة الثقافة بشتى فنونها ،من ترفيه ، نزهة مسرح و سينما. رياض الفتح يحتضن مهرجانات عديدة عروض مستمرة وحتى المقاهي موجودة لتؤدي مهامها على أحسن شكل . وماذا عن المحلات التجارية المتواجدة برياض الفتح ؟وهل هناك إستراتيجية معينة لاستدراج المواطن ؟ بطبيعة الحال سبق والتقينا بالتجار في المركز القدماء منهم والجدد ووضعنا إستراتيجية لهذا الغرض ، ومن خلال هذا وجدنا أنهم يشتكون من نقص و تدني رقم الأعمال لديهم، فلا يوجد مدخول بسبب غياب الزوار إلاّ أننا وعيناهم بالأمر لنتعاون من خلال أنهم شركاء في نفس المركز و توفير لهم الأمن والبرمجة .وهم عليهم بالنشاط التجاري الذي يتناسب مع الموقع ، ووصلنا إلى إتفاق إيجابي و التجار رحبوا بالمبادرة . كيف يتم التنسيق مع المؤسسات التي يرحب بها بهو رياض الفتح لتفعيل النشاطات المقدمة ؟ نشاطاتنا مستمرة على مر السنة ولعلمكم نتعامل بدون استثناء مع جميع المؤسسات التي ترغب في أنّها تقوم بنشاطات برياض الفتح مثلا صالون التشغيل الذي كان مؤخرا ، كما نضمنا الصالون الأول الوطني للابتكار والإبداع الذي سطره الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة للاحتفال بالذكرى الأربعين لتأسيسه إلى غير ذلك من النشاطات، إلى جانب تعاملنا مع المتاحف ، وقطاعات تابعة لوزارة الثقافة وغيرها . نصيحة توجهونها للشباب ونحن نحتفل بخمسينية الإستقلال ؟ فيما يخص رياض الفتح ، على الشباب أن يقصدوا مقام الشهيد لقيمته التاريخية ورمزيته التاريخية إلى جانب المتحفين الموجودين هنا الأول الخاص بثورة التحرير المجيدة، والثاني يرتبط بالجيش الوطني الشعبي، فعلى جيل اليوم أن يواصلوا الرسالة ونحن في برامجنا الثقافية نؤكد أن الجزائر بخير وانها دائما مبتسمة وعلى أحسن حال حتى يبتسم لها الدهر.إلى جانب تحلى شبابنا جيل الأمة بالثقافة لأنها كل شيئ . وهل هناك مشاريع مع المتحفين الموجودين بجانب رياض الفتح؟ لعلمكم ، المتحفين مُسيرين من طرف مدراء، » متحف المجاهد« تابع لوزارة المجاهدين، والثاني مسير من طرف وزارة الدفاع الوطني وليس لنا دخل في هذا ولكن أرى وجودهما يتكامل مع نشاط المركز ونحن نفتخر بوجود متحفين من الطراز الأول لحسن التسيير الذي يتولاه مسؤوليهما. وهذا مكسب للجزائر.