كشفت منى خزندار، مديرة المعهد العربي بباريس، عن تسطير معهدها هذا العام لبرنامج ثقافي خاص يحتفي بخمسينية استقلال الجزائر، التي اعتبرته محطة مهمة لإبراز التنو الثقافي الجزائري، وأوضحت أن هذه الاحتفالية تتزامن ومرور 25 سنة على تأسيس المعهد، الذي سيشهد هذا العام حسبها نشاطا ثقافيا غنيا، وأكدت المديرة ذات الأصول السعودية والتي كان لنا معها لقاء على هامش مشاركتها بالمؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة، بان هذا الصرح الثقافي هو جسر يربط فرنسا وأوروبا بالوطن العربي . تشرفون على مؤسسة ثقافية عربية تنشط منذ مدة لها فروع ونشاطات مختلفة، ما هي الأهداف من تأسيس معهد عربي بالعاصمة الفرنسية؟ ̄ المعهد مؤسسة ثقافية يتخذ من باريس مقرا له، هو نتيجة جهود بين الطرف العربي المتمثل في جامعة الدول العربية وفرنسا، أثمرت عن تأسيسه لتجسيد التعاون الثقافي بين الطرفين، من أهم أهدافه خدمة الثقافة العربية في أوروبا عموما وفرنسا على وجه الخصوص عبر برامج ثقافية متعددة تنظم سنويا في باريس، كما للمعهد مشاركات في العالم العربي تتمثل في معارض، ندوات، حفلات موسيقية، مسرح وغيرها من النشاطات، كما أننا نحرص دائما على دعم مختلف التظاهرات التي تنظمها مؤسسات ثقافية عربية أخرى بفرنسا ونشارك باستمرار في تظاهرتي عاصمة الثقافة العربية والإسلامية. يمكن القول أن المعهد يقوم فقط بدور ثقافي ؟ ̄ فعلا فهو جسر تواصل ثقافي يربط أوروبا بشكل عام وفرنسا خصوصا مع دول العالم العربي، وللمعهد دور مهم وكبير فبرامجه الثقافية ومشاركاته في مختلف التظاهرات تساهم في خلق جو من التقارب بين الثقافتين، الذي نأمل أن يتواصل بشكل مكثف ويعطي دفع لهذا التقارب، ونحن طبعا نحاول قدر المستطاع أن نثري هذا الدور ويكون تواجدنا أكثر سواء في أوروبا أو في العالم العربي. على ذكر علاقاتكم بالدول العربية، ماذا عن علاقات المعهد بالجزائر وبالأخص مع مثقفيها وأدبائها وفنانيها؟ ̄ المعهد نظم العديد من النشاطات قدمها فنانون جزائريون، سواء بمعارض أو حفلات موسيقية وغيرها، والمعهد متواجد بشكل مستمر في الجزائر وفي كل فرصة أو مناسبة ثقافية عربية أو إسلامية إلا ويكون حاضرا فيها، إذ شاركنا مثلا بشكل مكثف ونشط في 2007 لما كانت الجزائر عاصمة للثقافة العربية، وفي عام 2011 بتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وشاركنا في المؤتمر السابع لوزراء الثقافة الإسلامية، الذي تشرف عليه ''الايسيسكو'' التي نشكرها على دعوتها لنا للمشاركة في مؤتمر أراه مهم في خدمة الثقافة العربية والإسلامية، خاصة وان المداخلات التي حضرناها كانت بحق مفيدة جدا للعمل الثقافي الإسلامي المشترك. واستغل الفرصة لادعوا كل المبدعين والفنانين العرب والجزائريين ليشاركوا ويثروا برامجنا المختلفة، سواء كانت بتنظيم معارض أو ندوات أو حفلات فأبواب المعهد مفتوحة لكل الموهوبين، الذين يملكون إبداعات مختلفة من كل الدول العربية. وما هي مشاريعكم وبرامجكم الثقافية لهذا العام 2012؟ ̄ سنة 2012 ستكون سنة غنية بالنسبة لمعهد العالم العربي من ناحية البرنامج الثقافي حافلة بالنشاطات، خاصة وأننا سنحتفل بمرور 50 سنة على استقلال الجزائر والمعهد سيكون في الموعد، من خلال برامج ثقافية وفنية متنوعة منها معارض للمصممين والرسامين الجزائريين، إضافة إلى حفلات موسيقية وعرض أفلام وثائقية وندوات وغيرها من النشاطات التي ستستمر طوال السنة، وسيشهد المعهد في شهر فيفري إعادة فتح المتحف الذي كان مغلقا لمدة ثلاث سنوات لتجديده وفي الخريف ستكون فيه احتفالات خاصة جدا في جميع المجالات الفنية والإبداعية، وهذا بمناسبة مرور 25 سنة على تأسيس المعهد سننظم نشاطات تؤرخ للذكرى عبر نشاطات إبداعية فنية سينمائية وندوات مختلفة وغيرها من النشاطات التي ستكون إن شاء الله في مستوى الحدث. تديرون معهدا ثقافيا يعنى بالثقافة العربية في بلد يشهد نقاشات حادة تخص الإسلام والمهاجرين العرب والهوية الفرنسية، فهل يمكن القول أنكم تواجهون تحديا كبيرا للتعريف بالثقافة العربية، وهل الجمهور الفرنسي يقبل على نشاطاتكم؟ ̄ لا أريد التعليق على النقاشات التي ذكرتموها، لكن ما أود قوله أن المعهد يعطي اهمية كبيرة للتعريف بالثقافة العربية وإبقاء الجالية العربية المقيمة بفرنسا أو في باقي الدول الأوروبية على اتصال دائم ببلدانهم، والمحافظة على الإرث الثقافي العربي، إضافة إلى ذلك المعهد يهدف إلى تمكين الفرنسيين من الاطلاع على ثقافات الدول العربية، ولاحظنا أن الفرنسيين يقبلون كثيرا على نشاطات المعهد وبالأخص على المعارض الفنية التي تمكنهم من زيارة البلدان العربية عبر صور أو لوحات لفنانين عرب، مستفيدين من ازدواجية اللغة في كل نشاط ينظم، إضافة إلى مكتبة المعهد التي تضم كتب باللغتين العربية والفرنسية لخلق مناخ ثقافي فكري يجمع الضفتين يمكن كل زواره من فهم والتعرف على الأخر. عندما نقول الثقافة العربية نقصد بدرجة معينة اللغة العربية، فهل المجتمع الفرنسي يهتم بها، وما هي نشاطاتكم الخاصة للتعريف وتعليم اللغة العربية؟ ̄ طبعا نحن نهتم كثيرا بهذا الجانب لان لغتنا العربية الغنية تستحق ذلك، كما أن جاليتنا العربية في فرنسا تحتاج إلى من يبقيها على اتصال بأوطانها ويمكنها من المحافظة على لغتها العربية، لهذا المعهد فكر في ذلك وفتح قسم نعيره اهتماما بالغا وهو قسم تربوي لتعليم اللغة العربية والتعريف بالحضارة العربية للصغار والكبار، بحيث يشتمل على دروس تنضم كل سنة تقدم لمختلف المستويات ومفتوحة للجميع عرب كانوا أو فرنسيين وأوروبيين. أخيرا، هل من إضافة؟ أود أن اشكر الجزائر على دعوتها لنا للمشاركة في المؤتمر الإسلامي وعلى تنظيمها الرائع لهذه التظاهرة، ونحن نشهد لهذا البلد الجميل على العناية الكبيرة التي يوليها لمختلف التظاهرات العربية والإسلامية والدعم الدائم لقيادته الحكيمة للتعاون الثقافي العربي والإسلامي المشترك، وأتمنى للجزائر شعبا وحكومة دوام النجاح والتقدم والإثراء الثقافي وتحية خاصة لمسؤولي وعمال جريدتكم.