صرّح أوّل أمس، المبعوث الخاص للوزير الأول البريطاني، لورد ريسبي في زيارته لمصنع المنظفات »إيني ليفر« البريطاني بالمنطقة الصناعية حاسي عامر بوهران، أن مهمته للجزائر التي تعد الرابعة من نوعها جاءت للوقوف على مدى تجسيد الاستثمارات البريطانية على أرض الواقع في الجزائر وتطوير رؤى الشراكة بين البلدين، منها مصنع المنظفات، الذي يعد مثالا حقيقيا للشراكة الثنائية بين الجزائر وبريطانيا حسب المتحدث. من جانبه صرّح السفير البريطاني بالجزائر مارتين لوبار، أنه يوجد في إطار الشراكة الاقتصادية خارج مجال المحروقات، فرص كبيرة للتعاون منها في قطاع الصحة سواء من ناحية الإنجاز أو تسيير المستشفيات وكذا الصيدلة حيث المشاورات جارية إضافة إلى تواجد عدة مخابر بريطانية في الجزائر. كما أنه يوجد حسب السفير مفاوضات حول التعاون في قطاع التربية والتعليم، وسيتم قريبا إنشاء معهد بريطاني للتسيير والتعليم بالشراكة بين جامعة »كرانفولد« البريطانية وسونلغاز التي ستشرع في تكوين إطاراتها باللغة الإنجليزية وفي مختلف التخصصات لما يتطلبه السوق والمشاريع المستقبلية من إتقان للغة الإنجليزية. وأكد ذات المتحدث أنه وفقا لتعليمات رئيس الحكومة البريطانية دافيد كامرون تجري الأشغال حاليا لإعادة فتح مركز اللغة الإنجليزية من أجل ترقيتها وتحسينها في الجزائر. أما في الشق الاقتصادي فأوضح السفير أن البلدان مستعدان للمضي خطوات إضافية في مسيرة الشراكة والاستثمارات في مختلف المجالات. زيارة المبعوث الخاص للوزير الأول البريطاني كانت اقتصادية بحتة، حيث توجه الوفد إلى المنطقة الصناعية برفقة والي الولاية عبد المالط بوضياف، أين تم تقديم شروحات كافية عن نشاط المصنع البريطاني للمنظفات الذي يعد شركة عالمية تنشط على مدار 68 سنة ابتداء من 1954 بإطلاق منتوج »أومو« للتنظيف المعروف على المستوى الوطني. وعادت الشركة العالمية المذكورة للاستثمار بالجزائر منذ 2002 باستقرارها في وهران بقيمة استثمار تفوق 1 مليون أورو، أين توظف 815 عاملا من أبناء المنطقة خاصة وفي تخصصات متنوعة، وشهد الوفد أول أمس، انطلاق مخطط الشركة الرامي ل »نمط معيشي مستدام بالجزائر«، وهو المخطط الذي يمتد لغاية 2020 حسب الرئيس المدير العام للشركة جيمس تود، يتمثل في تمكين حوالي 4 مليون جزائري من تحسين نمطهم المعيشي وهذا من خلال تغيير طريقة تفكيرهم اتجاه استعمال صابون غسل الأيدي، معجون الأسنان واستعمال مختلف أنواع المنظفات التي تنتجها الشركة. من جانب آخر وفي الندوة الصحفية التي نظمها كل من السفير البريطاني ومبعوث الوزير الأول البريطاني. وفيما يتعلق بالجانب الأمني، قال السفير مارتين لوبار أن الحكومتين الجزائرية والبريطانية تربطهما علاقات متينة فيما يخص التعاون الأمني ويشتركان في عدة قضايا منها الالتزام بعدم دفع الفدية في حالات الاختطاف التي يتعرض لها الرعايا، وفي رده على سؤال يتعلق بطلب تعزيزات أمنية إضافية للشركة العالمية للمحروقات »بريتيش بتروليوم« خاصة بعد أحداث تيقنتورين، قال السفير البريطاني أن هذه الشركة خاصة ولا يمكن للحكومة البريطانية الحديث باسمها، مضياف أن الشركة ملتزمة جدا بالعمل في الجزائر ومواصلة استثماراتها.