أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة، في حوار أدلى به لجريدة »الخبر«، شرعية المؤسسة التي يرأسها، مستغربا الطعن فيها، بعد أن أقر رئيس بعثة ملاحظي الاتحاد الأوروبي المراقب للانتخابات بشفافية المجلس، واعتبر، الدكتور ولد خليفة، مسعى تفعيل المادة 88 من الدستور، بعد الوعكة الصحية التي ألمت برئيس الجمهورية، »استعجال الفراغ الدستوري بلا مبرر مقنع«. وأثار الدكتور ولد خليفة نقاطا ومسائل عديدة بعد مرور سنة من العهدة الانتخابية حول دور المجلس الشعبي الوطني كمؤسسة دستورية هذه أهمها. ● قلل الدكتور محمد العربي ولد خليفة، من شأن الضجة التي صاحبت الإعلان عن مرض رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقال إن رئيس الجمهورية »إنسان قبل كل شيء«، وطرح التساؤل عن الجزائريين، مسؤولين منهم وغير ذلك، من الذين يستطببون بفرنسا، متحدثا عن »تناسي البعض منّا أخلاقيات تقليدية في مجتمعنا، وهي التراحم والاحترام وتمني الشفاء للمريض حتى ولو لم يكن من ذوي القربى«، ووضع الدكتور ولد خليفة المطالبة بتفعيل المادة 88 من الدستور في مقام »استعجال الفراغ الدستوري بلا مبرر مقنع، وهو ما لا يجد أي تجاوب في الشارع«. ●وفي موضوع آخر فند الدكتور ولد خليفة التحليلات التي تقول بأن المجلس الشعبي الوطني لا يحمل ضمن تركيبته إلا الأميين، وتساءل عن الجدية في هذا الطرح الذي لا يستند إلى أي سبر أو إطلاع على بطاقية الأعضاء المحفوظة في أمانة المجلس، ولفت المتحدث إلى أن المجلس »ليس أكاديمية للعلوم والفنون والآداب، لا يدخله إلا من شاب قرناه في البحث والإبداع والابتكار«، واستهجن ما »يشاع على الألسنة وبعض الصحف القول بأن في المجلس الشعبي حفافات وعاملات نظافة، واعتبر ذلك »استعلاء طبقي، كي لا نقول عنصريا«. ●وفي إجابته على سؤال يتمحور حول الضجة التي أثيرت مؤخرا حول الزيادة في منح وعلاوات النواب »أقول إن النواب في الغرفتين لا يحصلون على تعويضات وأجور تختلف عن غيرهم في بلاد العالم حسب بيان الإتحاد البرلماني الدولي«، وعبّر عن استيائه من »المشتغلين بالبحث عن الفرجة الفضائحية« ممن لا يهمهم سوى السبق في »كيل التّهم وتلويث مؤسسات الدولة«. وأضاف ولد خليفة بأن »المجلس هدف سهل«، وطرح تساؤلا مفاده »ماذا لو تعرضوا لفحص بالسكانر وسئلوا من أين لك هذا؟« واعتبر ودل خليفة تكرار كلمة »شكارة عند بعض الحزبيين وبعض الإعلاميين وتعميمها على كل النواب، توهم العاديين من الناس بأن كل عضو في المجلس يحمل على ظهره أكواما من الأوراق المالية لشراء الذمم والهمم«. ●أما فيما يتعلق بالاحتجاجات التي تعرفها الجزائر فاعتبرها مبررة في كثير من الأحيان، ملفتا الانتباه إلى أنه في انتظار ما تسفر عنه تعديلات وثيقة الدستور، وموعد أفريل ,2014 »فإننا منحازون إلى كل من يسعى قولا وعملا للحفاظ على أمن بلادنا ووحدة الوطن ورفاهيّة المجتمع«، وأخذ على نفسه الالتزام وعلى الدوام بما جاء في الآية الكريمة »وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما«. ●ودعا رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى التعقل في الحكم على الحراك الذي ميز معظم الدول العربية، حيث قال إنه »من التسرع الحكم على أوضاعها بالفجر الصادق، أو الحمل الكاذب«، وعاد للحدث عن الثورة العربية في أوائل القرن الماضي التي لم يبق منها سوى خريطة »سايكس بيكو«، محذرا من مغبة الاتكاء على المعارضة التي تعمل بالخارج، ومما جاء في حديثه ليومية الخبر »فالخطر كل الخطر هو وجود معارضة تعمل من الخارج، سواء باختيارها أو مضطرة بسبب الغلق والإقصاء والاضطهاد، لأنها قد تتعرّض في الحالتين للاحتواء والتوظيف والاستعمال للضغط على بلدها الأصلي«.