شدد رئيس الاتحادية الجزائرية للتبرع بالدم غربي قدور على ضرورة تحسين ظروف استقبال المتبرعين لاسيما الجدد في مراكز حقن الدم كخطوة أولى لتحفيز هؤلاء و غيرهم للعودة مجددا للتبرع بأغلى ما يملكه الإنسان مطالبا العاملين بذات المراكز بعدم التعامل مع هؤلاء على أنهم مرضى جاؤوا يطلبون العلاج لان السلوكات المسجلة على مستوى مراكز حقن الدم حسب شهادات بعض المتبرعين بالدم لا تشجع أي واحد للعودة ثانية إليها. و أكد ذات المتحدث أن التبرع بالدم في الجزائر ليس بالصورة السيئة التي قد يضنها البعض استنادا لأرقام المنظمة العالمية للصحة التي تحدد في معايرها العالمية 10 متبرعين لكل ألف نسمة كمستوى مقبول ،و نحن في الجزائر، قال محدثنا ،نسجل ما بين 11 إلى 12 متبرع في الألف إذ بلغت عدد التبرعات 430 ألف تبرع و سجلت الجزائر 95 ألف متبرع . لكن التبرع بالدم و عكس ما يعتقده البعض ليس قضية الاتحادية فقط بل يجب أن يكون هذا الموضوع انشغال كل الولاة و الوزراء كل في دائرة اختصاصه و يجب التركيز بشكل أساسي و محوري على دور المدرسة و المسجد في خلق ثقافة التبرع بالدم كواجب إنساني و ديني ووطني من خلال تكثيف المؤسسات التعليمية دورها التوعوي و بشكل منتظم لزرع في النشء القادم سلوك حب و الميل للتبرع بالدم عند الكبر و قد يكون هؤلاء الصغار خير سفير لهذه القضية لدى أوليائهم ، بينما قد يلعب المسجد دورا مهما في تشجيع المصلين على التبرع بصفة دورية أي بمعدل أربع مرات في السنة بالنسبة للرجال وثلاث مرات بالنسبة للنساء عملا بقول الله تعالى »ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا«. و طالب من جهة أخرى من وزارة الصحة بتثمين دور المتبرعين من خلال إعطائهم الأولوية في طابور العلاج عند المرض وضمان لهم تغطية صحية عند الشيخوخة على سبيل المثال لا الحصر و توفير لهم وجبات متوازنة يتناولونها مباشرة بعد عملية التبرع عكس ما هو سائدا حاليا في غالبية مراكز حقن الدم المنتشرة عبر مختلف ولايات الوطن و التي لازالت تسلم للمتبرعين حلويات و شكولاطة يسارعون بأخذها إلى أبنائهم، و العمل على توطيد الوزارة الوصية علاقتها بالمتبرعين الأوفياء بتذكرهم في المناسبات من خلال بطاقات تهنئة خلال الأعياد الدينية أو تكريم رمزي من حين لأخر لهذه الفئة ،التفاتة طيبة قد تشجع الكثير من المترددين للانضمام إليهم بعد أن حرصت وزارة الصحة على تعميم الاستعمال الأحادي للإبر و الحقن حفاظا على صحة المتبرع و المريض أيضا. و بالرغم من قرار وزارة الصحة بتجهيز كل ولاية من ولايات الوطن بحافلة للتبرع بالدم من باب تقريب هذا العمل التضامني و الجواري من المواطنين، فإن دور الإعلام لاسيما الثقيل منه، حسب محدثنا، يبقى مهما و ضروريا لإنجاح هذا العمل من خلال تكثيف الحملات التحسيسية خارج دائرة المناسبات و الكوارث لنشر ثقافة التبرع بالدم لتصبح سلوكا مدنيا وعفويا يتحلى به كل شخص راشد. و تحدث غربي قدور بأسف شديد في مقارنة تقريبية عن واقع التبرع بالدم عند جيراننا مشيدا بالإمكانيات الكبيرة التي وفرتها هذه الدول للعملية و أبدى اهتمام مسؤوليهم بالحركة الجمعوية أكثر من اهتمام مسئولينا ويكفي ، اعترف محدثنا قائلا ، أنني اضطر في كثير من الأحيان بحكم منصبي كنائب رئيس للاتحادية المغاربية للتبرع بالدم لدفع تذكرة السفر من جيوبي و اللجوء إلى تقليص تمثيل الوفد الجزائري في المؤتمرات المغاربية بسبب شح الإمكانيات، إذ لا نتلقى، أضاف محدثنا أي شكل من أشكال المساعدة ...وضع لم يثن طاقم الاتحادية الجزائرية للتبرع في بدل أقصى المجهودات في عمل تطوعي لترقية عملية التبرع بالدم في أوساط المواطنين و خارج دائرة المناسبات شعارنا قليل من الدم لأي مريض أحسن ألف مرة و أقل تكلفة من أي هدية أخرى قد تقدم له.