رهن عضو اللجنة المركزية علي صديقي المصالحة بين أبناء حزب جبهة التحرير الوطني بجهود أعضاء القيادة الجديدة، وقال ل»صوت الأحرار« إن المصالحة ولم الشمل لا تأتي بقرار فوقي«، داعيا إلى استنفار الكفاءات التي يزخر بها الحزب العتيد وتوظيفها بفعالية لتدارك أثر شغور منصب الأمانة العامة للحزب منذ ثمانية أشهر. أولى الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني اهتماما كبيرا بالمصالحة بين أبناء الأفلان، في نظركم كيف يمكن تحقيق هذا الهدف؟ ● لتحقيق هذا الهدف، الذي نعتبره ذا أهمية بالغة، يجب اعتماد أساليب ناجحة لاسيما إذا توفرت النوايا وانعدم الإقصاء وحضر التشاور وتدعم بالحوار، وكان عنوان هذه المهمة الحيوية من أجل جبهة التحرير الوطني، كي تكون فعلا حزبا قائدا. المعروف عن الأفلان منذ زمن أنه أداة جمع وحوار وقوة اقتراح وتغيير، ولكي تتحقق هذه المهام التي ينتظرها الشعب قبل المناضلين، فلا غرابة أن يكون مبدأ المصالحة ولم الشمل ورأب الصدع مهام ألزم بها الأمين العام الجديد عمار سعيداني نفسه وتعهد بها أمام اللجنة المركزية التي بوأته هذه المكانة، كما كان طرحه في أول لقاء له في ندوة صحفية وأعتقد أنه سيفي بكل التزاماته التي تعهد بها، وسيكون ذلك سمة نجاحه في قيادة حزب جبهة التحرير الوطني، الذي تصارعت قيادته وقاعدته منذ زمن، والمنافسة ينبغي أن لا تأخذ طابع المزايدة والتزايد بين المناضلين والقيادة على السواء في حب حزب جبهة التحرير الوطني. ظل منصب الأمين العام للأفلان شاغرا منذ 8 أشهر، كيف ترون استدراك ما فات؟ كما هو معلوم، في القواعد العامة الحياتية، لا شيء يدرك ما فات إلا مضاعفة السرعة، ولهذا على الأمين العام الجديد، وهو صاحب تجربة وحنكة في مختلف ميادين المسؤولية التي تولاها، أن يوظف تجربته وحنكته لتحقيق ذلك، وهذا يكون من خلال تقييم الأوضاع داخل الحزب وكذا البلاد بصفة عامة، والعمل على تجنيد الرجال في القيادة والقواعد واستنفار الكفاءات التي يزخر بها حزب جبهة التحرير الوطني وتوظيفها بفعالية في إنجاز هذه المهمة التي ينبغي أن تكون مهمتنا جميعا، وبذلك فقط يمكن تدارك أثر الشغور وما خلفته، ما يمكن أن أسميه بالسنوات العجاف. في ظل الرهانات القائمة ولاسيما استحقاق الرئاسيات المقبلة، كيف تنظرون لدور الأفلان في هذه المرحلة؟ ● إن جعل الأفلان في منظور القيادة الجديدة حزبا قويا مهاب الجانب، قوي الطرح، متين المواقف، قادرا على تبني قضايا المواطنين وتجنيدهم حوله، إذا أصبح على هذه الحال سيكون ذا رأي مؤثر ومكانة فعالة في مستقبل الاستحقاقات القادمة، سواء ما تعلق بتعديل الدستور أو الانتخابات الرئاسية المقبلة. ركز الأمين العام الجديد في تصريحاته على أهمية دعم مؤسسات الدولة لمجابهة ما قد يتهدد الجزائر من أخطار، تمس بأمنها واستقرارها، ما تعليقكم؟ ● هو على صواب، دولة قوية تكون بمؤسسات قوية، فإذا ضعفت مؤسساتها وانهارت أصابها وهن عظيم، إضافة إلى ذلك فإن حزب جبهة التحرير الوطني يحتل المراتب الأولى في المجالس المنتخبة محليا ووطنيا، فضلا عن تواجده في الجهاز التنفيذي بقوة، فمتانة هذه المؤسسات وتماسكها وانسجامها وقدرتها على تحديد السياسات وإنجاز المخططات أمر ضروري وانشغال أساسي لحزبنا بصفته القوة السياسية الأولى في البلاد تعاني قواعد الأفلان نوعا من الركود ، ما هي الأولويات الآن؟ ● المصالحة ولم الشمل لا تأتي بقرار أفقي، وإنما تأتى بجهد جميع أعضاء القيادة وإحداث نشاط مكثف وصادق ببرنامج واضح وبأهداف بينة، يطمئن إليها المناضلون في القواعد فتحدث الاستجابة ويشعر المناضل في حزب جبهة التحرير الوطني أنه يناضل في حزب قائد يتواجد بمؤسسات كثيرة للدولة ويشعر بأن كل ما يجري في البلاد يهمه ويعنيه، لابد من هزة كبيرة بما يشبه الثورة لإحداث هذا الحراك الذي تتطلبه المرحلة، حتى يكون الحزب في مستوى طموح الشعب وآمال الجماهير.