تنتظر الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، المنتخب حديثا، تحديات كبيرة بالنظر إلى حجم المحطات المستقبلية التي تعرفها البلاد، لعل أهمها رئاسيات ,2014 وعلى نفس المسافة يتحمل أعضاء اللجنة المركزية مسؤولية إعادة مياه الأفلان إلى مجاريها، بعد أن ا عتلى قيادتها أمين عام حظي بتزكية فاقت 270 عضو. نستشف من خلال الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، وعيا من هذا الأخير بحجم التحديات التي تنتظر الحزب مستقبلا، على ضوء الظروف الوطنية والإقليمية التي تعيشها الجزائر، وكذا الوضع الذي يعرفه الحزب، خاصة منذ سحب الثقة من عبد العزيز بلخادم، وبعدها. وفيما يتعلق بتجاوز الأزمة التي عرفها الحزب في السنوات الأخيرة وحالة الشقاق التي سادت عقب شغور منصب الأمين العام، حمّل سعداني عقلاء الحزب مسؤولية تجاوز الصراع، حيث دعا إلى المصالحة ونبذ الفرقة، ولم شمل المناضلين، خاصة في الوقت الراهن، ولم يخف عزمه على جمع فرقاء الحزب، من خلال خطابه أمام أعضاء اللجنة المركزية، قائلا :»يجب رص وحدة صفوف الحزب، وإقرار الصلح والمصالحة«، وناشد قياديي الأفلان إلى الابتعاد عن التفرقة والكلام المشين، والعمل على الوحدة وخدمة الجزائر. واستغل سعداني الفرصة ليوجه رسائل حملت بذور المصالحة دون استثناء أي طرف، بعد أن ذكّر بالوضع الراهن الذي تمر به الجزائر، حيث اعتبره بالخطير يستدعي توخي الحذر، وقال إن الأفلان يعمل على حماية الوطن واستقرار مؤسسات الدولة، مشددا على أن المسؤولية الملقاة على عاتقه هي »عبء ثقيل ومسؤولية صعبة وأنها مسؤولية الجميع«. ولا يرى الأمين العام للأفلان له نجاحا في مهمّته، دون وقوف أعضاء اللجنة المركزية وكافة مناضلي الحزب إلى جانبه، في السراء والضراء، خاصة وأن الحزب العتيد لديه الأغلبية في البرلمان وفي المجالس المنتخبة، ويعول عليه في التنمية والاستقرار وحماية المؤسسات التي يريد البعض أن يهز أركانها. وانطلاقا من المكانة التاريخية التي يحتلها حزب جبهة التحرير الوطني، يرى سعداني بأن الجزائر تحتاج من الأفلان أن يعمل على الاستقرار خاصة وأن هذا الحزب »هو العمود الصلب لوحدة الأمة«، مشيرا إلى أن الظرف الحالي ليس سهلا وأن هذه المسؤولية التي أوكلت إليه لا يمكن أن يستهان بها وأن الأمر صعب. ومن بين الرهانات التي رفعها الأمين العام الجديد، نجد مواصلة تنفيذ برنامج الأفلان الذي صادق عليه المؤتمر التاسع، مشيرا إلى أن مشروع الأفلان هو مشروع رئيس الجمهورية الذي هو رئيس الحزب، كما خاض سعداني في موضوع الرئاسيات، حيث شدد على أن الترشح لرئاسيات 2014 من صلاحيات اللجنة المركزية التي تزكي المرشح، وألمح إلى ترك هذا الموضوع جانبا من خلال قوله بأن الوقت لا زال مبكرا للحديث عن مرشح الأفلان، بعد أن أكد على أن عهدة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم تنته بعد، داعيا إلى احترام مؤسسات الجمهورية.