ستحضر المصور والمخرج المصري وائل جزولي صرخة النوبيين بحثا عن «اركي» أو الأرض القديمة باللغة النوبية في معرض للصور الفوتوغرافية الذي افتتح أول أمس برواق عائشة حداد ضمن برنامج مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر يتواصل المعرض الفوتوغرافي إلى غاية 12 أكتوبر الجاري . سافرت كاميرا الفنان عبر الأزمنة لتحط الرحال في تلك المنطقة البعيدة والممتدة من غرب أسيوط إلى السودان جنوبا على مسافة 300 كلم متر لتنقل عبر 35 صورة تعرض لأول مرة تاريخ و حضارة المنطقة التي تعود إلى أكثر من 7 ألاف سنة وأيضا هموم و مطالب أبناء النوبة و أوضح الفنان وائل جازولي الذي شارك بفيلم وثائقي بنفس العنوان في الطبعة السابعة من مهرجان وهران للفيلم العربي أن هذه الصور أنجزها على هامش تصوير فيلمه الذي حمل معاناة و أنين النوبيين والتي تعود كما قال إلى تاريخ بناء السد العالي في أوائل الستينات من القرن الماضي و أضاف الفنان «لقد تسبب المشروع في غرق 48 قرية و تهجير سكانها إلى منطقة غرب أسوان بعيدا عن ضفاف النيل التي شهدت ميلاد و ازدهار الحضارة النوبية قبل 7 ألاف سنة . و قد أثر هذا التهجير كما قال على السكان الذي تربطهم علاقة مادية ووجدانية مع النيل على مدى العصور فكل أنشطتهم قائمة على مياه هذا النهر»المقدس» لديهم و قال من جهة أخرى «أن المعرض و أيضا الفيلم يحملان مطالب و طموحات الجيل الثالث من النوبيين الذين يعتزون بكونهم مصريين لكنهم في نفس الوقت يتمسكون بثقافتهم و لغتهم التي تشكل إسهاما إضافيا للبلد» ونبه إلى أن الصور المعروضة لم تدخل في انجاز الفيلم الذي قدمه دون استخدام الأرشيف لأنه يتحدث عن موضوع آني و حملت الصور المعروضة جانبا من حياة النوبيين من خلال طرق المعيشة و اللباس حيث قدم المصور عددا من البورتريهات للمرأة النوبية بالزى التقليدي وحليها المميزة . و عاد وائل جازولي بالصور إلى تاريخ بناء السد العالي و تهجير السكان من حوله و كذا غرق عدد من القرى كما سلط الضوء على معالم تاريخية مثل «معبد أبو سنبل» الذي أنقذ بمساعدة اليونسكو حيث تم رفعه 60 مترا عن سطح المياه إلى جانب صور أخرى عن مكان تواجد النوبيين قبل بناء السد و صور لحياة هؤلاء بعد تهجيرهم و يتجلى من خلال طريقة اخذ الصور و أيضا عرضها حسب تسلسل تاريخي و موضوعي الحس الفني لصاحبها وهو مصور صحفي من مواليد القاهرة في 1990 وحاصل على ليسانس في التجارة وأخرى في الإعلام الآلي.