قال الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز، من روما، إن » الشعب الصحراوي لن يتخلى أبدا عن كفاحه من أجل الاستقلال و الحرية«، داعيا المجتمع الدولي إلى التجند من أجل وضع حد للظلم الذي يتعرض له الشعب الصحراوي منذ أربعين سنة. قال محمد عبد العزيز في كلمته لدى افتتاح الندوة ال38 للتنسيقية الأوروبية لمساندة الشعب الصحراوي بروما، أول أمس، إن »الوقت قد حان ليقوم المجتمع الدولي و الأممالمتحدة بوضع حد للاحتلال المغربي و الأمر بهدم جدار العار«، موضحا أنه »بعد مضي أربعين سنة أضحى جليا أمام الجميع بأن المسألة الصحراوية عبارة مشكلة تصفية الاستعمار«. واستعجل الرئيس الصحراوي أمام حشد من ممثلين عن منظمات و دول صديقة للشعب الصحراوي قدموا من حوالي عشرين بلد تحرك المجتمع الدولي »من أجل تطبيق حل ديمقراطي و سلمي يتمثل في تنظيم استفتاء من أجل تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره«، مطالبا منظمة الأممالمتحدة ب » تطبيق اللوائح المتعلقة بحق الشعوب في تقرير مصيرها و حماية حقوق الإنسان لصالح الشعب الصحراوي« ودعا الأمين العام للبوليساريو عبد العزيز إلى توسيع عهدة بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية »المينورسو« لتمكينها من مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، وقال متحديا إن » الشعب الصحراوي لن يتخلى أبدا عن كفاحه من أجل الاستقلال و الحرية«. كما طالب الرئيس الصحراوي الاتحاد الأوروبي ب »عدم تفضيل المغرب من خلال تمكينه من نهب الثروات الطبيعية الصحراوية«، وذكر أن التقارير التي تم إعدادها لاسيما من قبل ديوان الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات و الجرائم تبين أن المغرب »يعد أكبر منتج و مصدر للقنب الهندي في العالم«، مؤكدا أن جبهة البوليساريو »تناضل من أجل حرية الشعب الصحراوي و تطمح إلى بناء مجتمع متحضر و دولة قانون بعد استقلال الصحراء الغربية«. إلى ذلك، أكد رئيس الجمعية الإيطالية للتضامن مع الشعب الصحراوي لوثيانو أرديسي ل»واج« على هامش الندوة ال38 للتنسيقية الأوربية أن المغرب »مخطىء« عندما يتهجم على جارته الجزائر التي لا تعد طرفا في النزاع »بين المغرب و الصحراء الغربية«، مضيفا »من غير المعقول أن تتهجم المملكة على جارتها الجزائر كلما وضع المجتمع الدولي المغرب أمام مسؤوليته بسبب انتهاك حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة أو نهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية«، مشيدا بدور الجزائر »لكونها فتحت حدودها و استقبلت المئات من اللاجئين منذ الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية«، معتبرا أن المجتمع الدولي »ينبغي كذلك أن يساهم في التكفل بهؤلاء اللاجئين الصحراويين«. من جهته، أكد رئيس الندوة الأوروبية لتنسيق دعم الشعب الصحراوي بيار غالان لدى افتتاح ندوة التنسيقية الأوربية أنه لا ينبغي لأوروبا أن تخص قوة احتلال مثل المغرب »بمعاملة تفضيلية«، مضيفا »لاينبغي لأوروبا أن تمنح زيادة خاصة في التعاون للمغرب الذي يعد ثاني بلد يستفيد من هذا الوضع في حوض المتوسط رغم كونه قوة احتلال«. وأشار غالان إلى أن كل الدول الأوروبية عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي تعتبر المغرب »كركيزة لأمن العالم الغربي كون هذا البلد شكل معبرا للجيوش الفرنسية والبلجيكية التي كانت تتوجه لقمع حركات التمرد الكنغولية«، داعيا الأممالمتحدة إلى »إضفاء الطابع الرسمي على تقارير صريحة حول حالات ملموسة لعدم احترام حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية التي أعدتها منظمات ذات مصداقية مثل مؤسسة كندي«، موضحا أن هذه التقارير تشير إلى ضرورة توسيع صلاحيات بعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية »المينورسو« بغية تمكينها من »فرض« احترام حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وذكر غالان بأن »التقرير الذي أعدته مؤسسة كندي كان قد أقنع الأممالمتحدة بتوسيع عهدة المينورسو لولا تدخل فرنسا الذي استعملت حق النقض »الفيتو«، مؤكدا تقديم تقارير أعدها أطباء شرعيون أسبان ذوي سمعة عالمية حول اكتشاف مقابر جماعية في الأراضي الصحراوية المحتلة خلال الندوة الأوروبية لتنسيق دعم الشعب الصحراوي .2013