انتقدت الولاياتالمتحدة بشدة تقرير رئيس بعثة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق في الحرب الأخيرة على قطاع غزة ريتشارد غولدستون وذلك «لتركيزه الكبير على تصرفات إسرائيل» وتقليله دور حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إيان كيلي في واشنطن إنه «رغم كون التقرير يتناول جميع أطراف الصراع، فإن التركيز انصب بشكل كبير على تصرفات إسرائيل». وأضاف «في حين أن التقرير توصل إلى استنتاجات شاملة وبشكل مفرط بشأن الوقائع والقانون فيما يخص إسرائيل، فإن استنتاجاته بشأن سلوك حماس المؤسف وعدم التزامها بالقانون الدولي الإنساني خلال النزاع جاء أكثر تعميما وترددا». وحسب تقرير غولدستون -الذي صدر الأسبوع الماضي- فإن ثمة «أدلة قوية» على أن كلا من إسرائيل وحماس ارتكبت جرائم حرب، وربما جرائم ضد الإنسانية، أثناء القتال الذي استمر أكثر من ثلاثة أسابيع في ديسمبر وجانفي الماضيين. واعترضت الولاياتالمتحدة على دعوة غولدستون لإحالة هذه المسألة إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. ووفقا لكيلي فإنه ينبغي أن يتم التعامل مع هذه الاتهامات في مجلس حقوق الإنسان وفي المحاكم الإسرائيلية. وكان التقرير قد لقي هجوماً واسعاً من إسرائيل، التي بدأت حملة دبلوماسية لمنعه من الوصول إلى مجلس الأمن الدولي أو المحكمة الجنائية الدولية. فقد اعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز أن «التقرير يسخر من التاريخ»، وأن إسرائيل كانت تدافع عن نفسها في هذه الحرب أمام ما سماها «عدوانية حماس». كما هاجمت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير، ورأت أنه «يكتب فصلا مخزيا في تاريخ القانون الدولي وقضية حق الشعوب في الدفاع عن نفسها وسوف يتم التعامل مع التقرير بما يتلاءم مع ذلك». ومن جهته قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية مارك ريفغيف إن إسرائيل ليست في صدد إجراء تحقيق مستقل بخصوص سلوك الجيش خلال الحرب على غزة معتبرا أن التحقيق الذي أجراه الجيش يبقى منفتحا على مراجعة القضاء المستقل مع إمكانية تقديم الاستئناف ضد نتائج التحقيق الرسمي الذي أعلنته القيادة العسكرية. وكانت حماس من جهتها قد رفضت التقرير الذي اعتبر إطلاق صواريخ على إسرائيل يمكن أن يرقى إلى جرائم حرب. وقال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم إن الإدانة التي تضمنها التقرير للحركة الفلسطينية لإطلاقها صواريخ من غزة مرفوضة، باعتبار أن مقاومة الشعب الفلسطيني «تعتبر حالة دفاع عن النفس»، و«جاءت نتيجة للعدوان وقد كفلتها كافة الشرائع والقوانين الدولية». ورفض المتحدث الآخر باسم حماس في غزة مشير المصري التقرير بأنه متوازن، لكنه اعتبر أن التقرير يضفي مصداقية على اتهامات الحركة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب. وقبل ذلك اعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أن التقرير أظهر إدانة واضحة لدولة الاحتلال بارتكاب جرائم حرب في غزة.