تعيش معظم الأسر خلال هذا الأسبوع حالة »طوارئ« جراء امتحانات الفصل الأول، حيث تتخذ هذه الأخيرة إجراءات مشددة لخلق جو من الراحة للأطفال المقبلين عليها عن طريق التخفيف من مشاهدة التلفزيون أو القيام بالزيارات العائلية وغيرها من الأمور التي تختلف من أسرة إلى أخرى، فيما تتحول بعض الأمهات إلى معلمات حرصا على إنجاح أطفالهن وهو الأمر الذي يجده هؤلاء مبالغة ما يخلق لديهم بعض الضغط والذي يمكن أن يؤثر سلبا على مردودهم الدراسي. انطلقت أمس امتحانات الفصل الأول عبر مختلف المؤسسات التربوية، وهي الفترة التي يعيش خلالها الأهل أوقاتا صعبة ويعاني منها هؤلاء أضعاف ما يعاني أولادهم، وهذا حرصا منهم على خلق أجواء مناسبة للمراجعة والتحضير لهذه المرحلة المهمة في تمدرس أبنائهم، وفي هذا الإطار تقول نوال أم لأربعة أطفال أنها تكون خالا هذه الفترة جنبا إلى جنب مع أولادها وهم يدرسون، حيث لا تتوانى عن تشجيعهم على الدراسة والاجتهاد من أجل الحصول على نتائج جيدة تسمح لهم بالحصول على مستقبل زاهر، مضيفة أنها تحضر لهم المأكولات والمشروبات التي يحبونها، تضعها أمامهم على طاولة الدراسة حتى لا يتكلفوا عناء الحركة أو يضيعون الوقت، كما تعدّ لهم الفطور الغني بالبروتينات والفيتامينات والتي تقوي من جسدهم ومناعتهم وتمدهم بالطاقة لأداء جيد خلال الإمتحان. أما نجوى فيزداد اهتمامها بدراسة أطفالها في فترة الإمتحانات، قائلة أنها تضع إجراءات محددة لتوفير الراحة والسكينة لأطفالها حتى يتسنى لهم التركيز ومراجعة الدروس في أحسن الظروف، مشيرة إلى أن تلك التدابير متبعة من طرف عائلتها منذ سنوات عديدة وذلك بموافقة وعدم اعتراض أبنائها، علما منهم أن ذلك يصّب في مصلحتهم الخاصة وأنها فترة محددة على أن يجازون بالمقابل في النهاية بما يرغبون. مضيفة أن أكثر ما تركز عليه هو جهاز التلفزيون والكمبيوتر الممنوعان عن الاستعمال لحين انتهاء الامتحانات، بالإضافة إلى التقليل بشكل كبير من الزيارات العائلية، وهي الإجراءات التي يعتبرها البعض صارمة، لكنها الطريقة الأمثل لتوجيه الأبناء والسيطرة عليهم لأنهم في سن صغيرة ولا يدركون بعد قيمة العلم وهو ما أحرص على القيام به كواجب تجاه أبنائي وإخراج شباب نافع ومسلح بالعلم والمعرفة. هذه الإجراءات لا تقتصر على هذه السيدة فقط، وإنما هي تدابير تلجأ إليها العديد من الأسر في فترة الامتحانات، خاصة مع ازدياد وسائل اللهو التي تشغل التلاميذ عن دروسهم مثل »الانترنت« و»الهواتف النقالة« وغيرها، حيث تقوم العائلات بمنع تلك الوسائل عن أبنائها، وذلك لكي يتركز انتباههم خلال هذه الفترة على الدراسة وحدها، وهو ما أكدته عائشة والدة طالبة في المرحلة النهائية، قائلة أن هذه الفترة عصيبة على الأسرة والطالب على حد سواء، مشيرة إلى أنه ينتابها شعور بأنها عادت إلى مقاعد الدراسة بسبب القلق الذي ينتابها إلى آخر يوم من الامتحانات، خاصة وأن طلاب الرحلة النهائية عاشوا اضطرابات في بداية السناء جراء الإضرابات التي عرفتها الثانويات، وهو ما جعلها تشدد الرقابة على ابنتها أكثر. من جهتهم يشكو الكثير من التلاميذ والطلبة من مبالغة الأهل خلال فترة الامتحانات في صنع أجواء تثير لديهم الخوف وتؤثر سلبا على تحصيلهم واستعدادهم، وذلك بحجة اهتمام الأولياء بمستقبلهم وإصرارهم على النجاح، حيث أكدوا تفهمهم لتلك التصرفات والإجراءات غير أنها تضيق عليهم في بعض الأحيان وتؤثر سلبا على مردودهم. وفي هذا الإطار تقول شهرزاد تلميذة في الثانية متوسط،، أن والداها يمنعانها قطعياً من الخروج في فترة الامتحانات من المنزل، وتحرص والدتها على مراجعة دروسها معها، لتجد على جد قولها معلمة في المدرسة ومعلمة في المنزل، مضيفة أن جميع الأجواء التي تشجع على الدراسة مهيأة لها، غير أن ذلك التشدد يصيبها بالإرهاق في بعض الأحيان، ومن الضروري أن لا يزيد ذلك عن حدود المنطق. أما وليد طالب في السنة الثالثة ثانوي، فأكد من جهته أن أجواء الامتحانات تخلق أجواء الخوف والرعب في النفوس، بسبب الرقابة التي تكون من طرف الوالدين، مشيرا إلى أنه تطبق عليه إجراءات أكثر من تلك المطبقة على إخوانه باعتباره في السنة النهائية، وهو ما يدخله في تعب وإرهاق كونه لا يتحمل تلك الإجراءات معترفا في ذات الوقت أنه لولا حرص والديه لما وصل إلى هذه السنة من التمدرس.