شوارع مكتظة وطرقات مزدحمة، هو مشهد يتكرر يوميا وطيلة الأسبوع، حيث بات الازدحام المروري هاجسا يؤثر على صحة ونفسية المواطنين وعائقا يقف في وجه العمال والمتمدرسين، وهي الظاهرة التي دفعت بالأطباء والمختصين الى التحذير من خطرها على الصحة العمومية. رغم دخول خدمة »الترامواي«و»الميترو«، إلا أن الازدحام المروري لا يزال يشكل إزعاجا للمواطن الجزائري، حيث تبدأ رحلة معاناته لحظة خروجه من المنزل والانتظار فترات طويلة قد تصل الى ساعات أمام المواقف للحصول على وسيلة نقل لينتهي المطاف به إلى المكوث لساعات طويلة في الطرق التي تعج بالسيارات والتي غالبا ما تنتهي بالتعب الجسدي والإرهاق النفسي. صادف تواجدنا بإحدى شوارع العاصمة التي تعرف ازدحاما مروريا، حيث وقفنا عند الظاهرة التي أصبحت مصدرا للأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي بسبب القلق الذي يعيشه الجزائري يوميا، حيث اقتربنا من بعض المواطنين الذين أكدوا لنا أن شوارع العاصمة أصبحت لا تطاق في أوقات الذروة خلال السنوات الأخيرة، خاصة وأن جميع المؤسسات والشركات تعتمد نفس توقيت انتهاء العمل، ما ساهم حسبهم في اكتظاظ الشوارع في أوقات الذروة، مضيفين أن أغلب المواطنين يجدون أنفسهم مضطرين لتحمل هذا الاكتظاظ الذي أصبح يؤثر على صحة الأشخاص، مطالبين بإيجاد حلول للتخفيف من حدة الازدحام عن الشوارع المكتظة بالاعتماد على وسائل التكنولوجيا الحديثة. وقال أحد سائقي سيارات الأجرة أن شوارع العاصمة لم تعد قادرة على استيعاب العدد الهائل من وسائل النقل، بما فيها الحافلات التي تزيد من عرقلة السير، مضيفا أن ما يزيد في حدة الازدحام بعض أصحاب السيارات من خلال التوقف على حافة الطريق في الأماكن غير المخصصة لذلك. أما صبرينة، 22 سنة، طالبة جامعية، فقد أكدت لنا أنها تضطر للنهوض باكرا لتجنب الإزدحام المروري، إلا أنها تعبت من ذلك خاصة أنها مضطرة لتستوقف سيارتها بعيدا عن الجامعة لتكمل طريقها مشيا على الأقدام على تحمل مشكل الازدحام المروري الذي يصدع الرؤوس ويولد التوتروالقلق، مطالبة السلطات المعنية دراسة مشكلة الاختناقات المرورية والوقوف على أسبابها وفتح الطرق المغلقة لكي تستوعب الكم الهائل من السيارات.