إستضاف فضاء فوروم «صوت الأحرار« أول أمس بمقره نخبة من الشعراء الذين حجوا من مختلف مناطق الوطن ونزلوا ضيوفا على يومية « صوت الأحرار« التي فتحت لهم ذراعيها لإسماع صوتهم في زمن القحط الثقافي وغياب منابر الإبداع وفي جلسة حميمة نظمتها الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي التي يترأسها الشاعر توفيق ومان، تميزت الجلسة الإبداعية التي أدارها الشاعر عبد الرزاق بوكبة ، بتقديم مجموعة ثرية من القصائد الشعبية المعبقة بقاموس لغوي غائر في التراث المحلي لكل منطقة والمتماوجة الأصوات والعارفة حيث تحولت الحلقة الشعرية إلى منبر واعي تمازجت فيها روائح الحب العذري والغزل والولع بالجمال إلى نتؤات حب الوطن والخوف على مستقبله أمام شراهة البعض للسلطة والوصول إلى القمة دون مراعاة ما يحيط الجزائر من مناورات ومؤامرات . وبعد الكلمة الترحيبية بالضيوف ثمن الشاعر ورئيس الجمعية الجزائرية للشعر الشعبي توفيق ومان المبادرة التي نطمت بالشراكة مع يومية «صوت الأحرار« وحي جهود المدير العام الأستاذ نذير بولقرون من أجل دعم الفعل الثقافي الجاد وفتح جسور للتلاقح الثقافي بين مختلف الفاعلين في الحقل الشعري الجزائري في الجزائر العميقة وأشار أن الأمانة الوطنية للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي إجتمع أول أمس حيث تم عرض حوصلة نشاط الجمعية وناقش العديد من القضايا ضمنها برنامج الجمعية طيلة سنة 2014 ضمنها ملتقى مغاربي بمدينة برج منايل يوم 13 مارس القادم بالتعاون مع جمعية « دزاير الخير«بمشاركة شعراء وباحثين من تونس والمغرب وليبيا فيما أعلن توفيق ومان عن تأجيل الملتقى العربي الذي كان من المنتظر عقده في ولاية أدرار بمشاركة 10 دول عربية شهر أفريل القادم بسبب تزامنه والمواعيد المهمة التي تعرفها الجزائر وهي الإستحقاقات الرئاسية القادمة يوم 17 أفريل 2014 ، وسيتم لاحقا تحديد موعد تنظيمه حيث نطمح من خلال مثل هذه المواعيد الثقافية التعريف بالموروث الشعبي الجزائري الثري بقاموسه والمتنوع في مصادره وأشكاله التعبيرية والجمالية كما نعمل على التعرف على الإرث الشعبي للثقافة العربية والتفاعل معه وتقييم التجربة الجزائرية في مجال التدوين والحفاظ على الموروث الشفوي والثقافة الشعبية المحلية لأنها تعكس الهوية والإرتباط بعناصر الثقافة المحلية وأضاف الشاعر توفيق ومان « ستسمح لنا مثل هذه التظاهرات الثقافية التي نلتقي فيها بشعراء شعبيين من الوطن العربي في تجديد وكتابة نص جزائري أصيل يواكب حركية العمل الإبداعي الشعري الشعبي في العالم العربي ومواكبة تصاعد وتيرة المد اللغوي والمعرفي لأن العامية تتدعم بالتراكم « وكشف رئيس الجمعية الجزائرية للشعر الشعبي في مداخلته أنه تم تنصيب المكتب الولائي للجمعية على مستوى ولاية الجلفة يشرف عليه الدكتور رابح صالح وقال أنه يثمن تشجيع والي ولاية الجلفة لمبادرة تنظيم ملتقى جهوي حول الأدب الشعبي والتراث الشفهي ومتابعته لتجسيده وقد وعد بتوفير وسائل النجاح والدعم . من جهته أشاد الشاعر عبد الرزاق بوكبة الذي أدار الجلسة الشعرية بمبادرة صوت الأحرار وثمن دور المدير العام ل «صوت الأحرار« نذير بولقرون وجهوده في دعم المشهد الثقافي لأن حسبه الفضاء الثقافي بحاجة ونحن نعيش زمن علو أصوات السياسة إلى منبر ثقافي جاد للخروج من التكلس. الأمسية الشعرية عرفت توالي نبضات الشعر الشعبي على إيقاع أصوات كل من الشعراء صالح رابح من الجلفة ، الشاعر قادة دحو من تيارت ، الشاعر العاصمي كمال شرشار، الشاعر فضيل محمد لمين ، الشاعر مسعود طيبي ، الشاعر توفيق ومان حيث إلتقت أجيال الشعر الشعبي الجزائري لتصنع نصا أنيقا ويافعا نابضا بحكمة الشعر الشعبي الجزائري المشبع بالوعي والذكاء الشعبي ببساطته وعنفوانه وبقاموس لغوي ثري ومتنوع وبسيط وبناء يمازج بين روح الكلاسيكية والقصيدة العمودية بجماليات القصيدة الحرة والومضة ، الرحلة الشعرية التي تجاوب معها الحضور بالتصفيق إنطلقت بقصيدتين لشاعر الجلفة صالح رابح الذي أمتع الحضور بنصين شعريين تغني فيهما بجمال المرأة ومحاسنها وولعه بها ومعاناة العاشق التائه في صحراء الحب وقال في سياقها أن الشعر الشعبي الجزائري مطالب أن يتبنى الحداثة كصورة شعرية حتى يطرق أبواب وأفق القصيدة الشعبية العربية واعبتر تجرتي الشاعرين عبد الرزاق بوكبة والشاعر توفيق ومان خير مثال على ذلك من خلال تشريفهما للقصيدة الشعبية الجزائرية عبر مختلف المهرجانات العربية والمغاربية وأكد رغم تبينه خيار كتابة القصيدة العمودية الكلاسيكية غير أنه حاول تطعيمها بروح الحداثة من خلال توظيف اللفظ والصورة الشعرية أما الشاعر الشعبي قادة دحو فقد أبدع كعادته في حلقاته الشعرية التي كانت بمثابة عقد الجوهر وتنفيس على الكثير من الظواهر السياسية التي أحسن إختيار قاموس ألفاضها ليرسم واقع الجزائر المرير مع الفساد والتسلق السياسي لبعض على حساب حب الوطن الحقيقي ، لنكتشف حبه الشديد للوطن الذي لا يفارقه، واعتمد على التهكم لكشف الحقيقة المرة وانقضاضه الشعري المرهف على قضايا الساعة التي ما تزال تؤرق كاهل المواطن الجزائري البسيط وهو ما تفاعل معه الحضور، من جهته أبدع الشاعر العاصمي كمال شرشار في بناء نصوصه الشعرية وجاءت مفعمة بالغزل والحب مع إضاءات في حب الوطن والتمسك بإرث الشهداء ممن دفعوا أرواحهم فداء للحرية واستقلال الجزائر دون مقابل واسمتع الجمهور بقصيدتين للشاعر مسعود طيبي بعنوان « إنتظار «،«ركبت وشديت اللجام « وتضمنتا صور جمالية وقيمية كبيرة تعكس رؤية ناضجة للواقع وفي نفس الإتجاه أبدع الشاعر فضيل محمد لمين في رسم معاناة فقدان الأم والآلام التي تتولد بعدها ومسك ختام الأمسية الشعرية كانت بصوت الشاعر توفيق ومان الذي مازج بين قصائده الأولى وأحدث إبداعاته الشعرية وقدم نص شعري في شكل حوارية جمعته مع الشاعر قاسم شيخاوي في طريقه نحو مغنية يتغني فيها بجمال بعض مناطق الغرب الجزائري وهو من نصوصه القديمة التي يتشبث بها وقرأ قصيدتي « كلمت خيالي « ، «السماح «.